مثلما وجهت العديد من الانتقادات للدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء في مقالات سابقة فمن حق الرجل أن أشيد بموقفه وحكومته من التمسك بتطبيق قانون التظاهر والوقوف بقوة في وجه من يريدون العبث بالوطن أو قيادته للمزيد من الفوضي. وأود تحية الدكتور الببلاوي علي تأكيده أمس بأن الحكومة لن تسمح تحت أي ظرف بتراجع الدولة أمام قوي الإرهاب أو النيل من هيبتها بدعوة الاستماع إلي لغة العقل أو خشية انتقادات العم سام, ولن تكتمل تلك الصورة إلا بالقوة والصلابة في وجه نشطاء الدعوة إلي سحب القانون وتعديله, ومدمني السبوبة الأمريكية والحسنة الإخوانية وزكاة النفط القطري, وألا يكون موقف الحكومة الحالي كموقف سابقتها التي تسترت علي المتلاعبين بالتمويل الأجنبي فأغشت عيون العدالة وطمست معالم التحقيق وقامت بتهريبهم إلي بلادهم معززين مكرمين. ومثلما أشيد بموقف الببلاوي فإنني أهمس في أذنه بأن ما قاله أمس: المواطن يجب أن يضحي من أجل مصر, وأنها ستبني من خلال عرق المصريين, ولابد أن نسأل أنفسنا أولا ماذا قدمنا لمصر أن يبدأ وحكومته بهذه التضحية وأن يجمع وزراءه بشكل دوري ليوجه لهم ما يوجه للمصريين جمعيا: ماذا قدمنا لمصر؟ إذ أن الحكومة ورجالها يتمسكون بأن يكون عرقهم سياسيا فقط دون رائحة اقتصادية أو اجتماعية أو الاقتراب من خدمات الناس ومرافقهم بل إن وزيرا مثل الدكتور زياد بهاء الدين يعمل في كل شئ إلا ما يتعلق بالتعاون الدولي ومثله كثير من الوزراء الذين تحولوا إلي نشطاء لا وزراء وأصبح شغلهم الشاغل الاستعراض السياسي وليس العرق من أجل مصر. وكنت أتمني من الدكتور الببلاوي في معرض تمسكه بتنفيذ قانون التظاهر وعدم التراجع عنه أن يقول للنشطاء وهواة تجميد عضوية الخمسين وراقصي التمويل الأجنبي وسكاري المصالح الشخصية ومنتظري تأييد أوباما أن يقرأوا نصوص قانون التظاهر الأمريكي الذي يمنع التظاهر في الأماكن الخاصة وذات النفع العام وبالقرب من المدارس والمستشفيات والجامعات وأماكن الخدمة العامة وحظر إغلاق الشوارع أثناء أو بعد أو قبل المظاهرات وعدم استعمال مكبرات الصوت أو رفع شعارات دينية أو الكتابة علي السيارات أو جدران المنازل أو المبيت في المكان المحدد للتظاهرة لأي سبب وعدم السماح بإنشاء أماكن ثابتة للتظاهرات ومنح الجهات الأمنية حق فض التظاهرة أو المهرجان أو الاحتفال, إذا ما حدثت أعمال شغب وحقها في إغلاق شوارع إذا ما تأكد لها كبر حجم التظاهرة واعتقال أي متظاهر يحاول الاعتداء علي المنشآت الخاصة أو العامة,أوإتلاف أي ملكية للغير عن قصد أثناء التظاهر. وما أريده ألا يكون نشطاء السوء ورقة ضغط علي الناس الذين يعنيهم الكستور أكثر من الدستور ولا يستبدلون العيش الحاف بجاتوه حقوق الإنسان ويفهمون تهديد الببلاوي لأوباما بمصير السفير التركي دون مكياج سياسي أو تمثيل بالحواجب السياسية!! رابط دائم :