أحرق متظاهرون تونسيون مقر حركة النهضة في مدينة قفصة, وسط البلاد كما اقتحموا مقر المحافظة. وقال شهود عيان في تصريحات أوردتها قناة سكاي نيوز الناطقة باللغة العربية أمس, إن محتجين غاضبين أحرقوا مقر حركة النهضة الإسلامية, التي تقود الحكومة, وحاولوا اقتحام مقر الولاية في احتجاجات ضد الحكومة في عدة مدن, كما اندلعت المواجهات مع الشرطة في سليانة. وتواجه حركة النهضة, التي تقود الحكومة مع حزبين علمانيين, ضغوطا كبيرة من المعارضة لإجبارها علي التنحي من الحكم, وعبرت النهضة عن قبولها التخلي عن الحكومة في إطار حوار وطني مع كل الفرقاء السياسيين, إلا أن الحوار السياسي, الذي بدأ قبل3 أشهر, لم يفض إلي اتفاق علي مرشح جديد يرأس حكومة غير حزبية تقود البلاد للانتخابات. وفي الوقت نفسه, دخلت ثلاث محافظات تونسية أمس في إضراب عام للمطالبة بالتنمية والتشغيل. وأعلنت محافظة سليانة أمس إضرابا بمناسبة أحياء الذكري الاولي لأحداث الرش التي أوقعت173 جريحا للمطالبة بمحاسبة المتسببين في اطلاق ذخيرة الرش علي المتظاهرين العام الماضي. وقال الاتحاد الجهوي للشغل إن الاضراب نجح بنسبة90% وهو يأتي للاحتجاج ضد استمرار سياسة التهميش للجهة وغياب مشاريع التنمية وتهالك البنية التحتية. وفي محافظة قفصةجنوب غرب البلاد خرج الآلاف أمس في مسيرة انطلقت من مقر الاتحاد الجهوي للشغل وجابت شوارع المدينة قبل التوجه نحو مقر المحافظة, حيث حاول عدد من المتظاهرين اقتحام المقر لكن قوات الأمن تصدت لهم بإطلاق الغاز المسيل, ما خلف حالات اختناق. وأفادت تقارير اعلامية بالجهة بأن متظاهرين اقتحموا مقر حزب حركة النهضة الاسلامية وعمدوا الي حرق محتوياته. وفي قابس, خرج نحو30 ألف شخص, بحسب التليفزيون الرسمي, في مسيرة شاركت فيها منظمات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل باتجاه مقر الادارة الجهوية للصحة. ويحتج المتظاهرون في قابس وقفصة أساسا ضد استثناء المحافظتين من مشاريع جامعية في القطاع الصحي أقرتها الحكومة أخيرا في عدد من المحافظات وتشمل بناء كليات للطب والصيدلة. وتتزامن هذه التحركات الاحتجاجية مع إعلان عدد من الاضرابات القطاعية أمس شملت قطاعات الصحة والنقل والمالية حيث تجمع الآلاف من العمال لهذه القطاعات أمام المقر الرئيسي للاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة. وعادت الاضرابات العامة والقطاعية لتضرب بقوة, في حين يزداد الوضع الاقتصادي ترنحا مع توقع نمو بنسبة لا تتعدي3% بنهاية العام الحالي بعد أن كانت بداية في حدود50%. وتواجه تونس صعوبة في الاقتراض الخارجي في ظل إحجام المنظمات المالية العالمية عن تقديم قروض بسبب تعطل الانتقال الديمقراطي في البلاد وغياب رؤية سياسية واضحة. وقد أطلقت الشرطة التونسية أمس قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في سليانة( شمال غرب) التي كانت تحيي ذكري مرور عام علي قمع قوات الأمن لاحتجاجات شعبية عارمة أصيب خلالها أكثر من300 متظاهر بجروح بالخرطوش. وقد رشق عشرات المتظاهرين بالحجارة سيارات وعناصر الأمن الذين منعوهم من الاقتراب من مديرية الحرس الوطني, فردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع. وأضاف ان المتظاهرين وعناصر الأمن تراشقوا بالحجارة, وأن سيارات الشرطة تطارد المتظاهرين في شوارع المدينة لتفريقهم. رابط دائم :