في الوقت الذي تدعم فيه طهران الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه للبقاء في الحكم رغم سقوط اكثر من 100 الف قتيل منذ اندلاع الحرب في سوريا ورغم كونها سببا في اشعال الحرب الطائفية في هذا البلد متعدد الطوائف، ورغم دعمها لنظام رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي والذي يلقب بقاتل اهل السنة ودورها المشبوه في البحرين إلا ان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف لم يخجل حينما خرج امس الاول ليدلي بتصريحات اثارت الكثير من الانتقادات حوله حذر فيها من خطورة التوترات الطائفية التي ترعاها عددا من الدول السنية والتي اصبحت تمثل التهديد الاكبر لمنطقة الشرق الاوسط. واتهم وزير الخارجية دولا سنية بإشعال صراعا طائفيا بين السنة والشيعة إلا انه لم ينظر الي جهود بلاده في مساندة ودعم هذا الصراع اذ ان طهران تقدم دعما سياسيا وعسكريا للمجموعات والفصائل الشيعية المنتشرة في العالم العربي من سورياوالبحرين والسعودية الي اليمن وهو ما يتناقض مع تصريحات ظريف. وأعربت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن مخاوفها من زيادة حدة الصراع الديني بين السنة والشيعة في عددا كبيرا من الدول العربية وأبرزها لبنان التي تكتوي بنيران الطائفية والتي يري اكثر من 67% من شعبها ان مشكلة الطائفية باتت كابوسا يؤرقهم، وكذلك العراق التي يري 52% من شعبها ان التوترات الطائفية خلقتها قوات الاحتلال التي غزت البلاد وجعلتها تعاني حالة من الفوضى والعنف والتي ساعدت علي نشوب تلك الحرب الطائفية بين السنة والشيعة المدعومين من طهران، وكذلك افغانستان التي عبرت عن مخاوفها من انتشار الجماعات الدينية المتطرفة وإيران وأخرها اذربيجان بمعدل 2%. وأكدت الصحيفة ان الانقسامات الطائفية التي تدعمها دولا بعينها نظرا لحساباتها الخاصة ليست تهدد امن وسلام الشرق الاوسط فحسب انما ايضا تهدد العالم بأكمله،وابرز دليل يتجسد في سوريا التي اصبحت مسرحا للحرب بالوكالة ذات الصبغة الطائفية، اذ ان الغرب و السعودية ودول الخليج يدعمون قوي المعارضة في مواجهة طهران خوفا من امتداد النفوذ الشيعي في المنطقة والذي يعد هاجسا لدول الخليج،مشيرة الي ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصلت لتمتد الي اليمن التي باتت علي اعتاب حربا طائفية شرسة بين شمالها وجنوبها. ويري المحللون ان الغرب هو المستفيد الاول من حرب ال 100 عام بين السنة والشيعة والتي يقاتل فيها المسلمون بعضهم بعضا وهو ما يريده الغرب الذي دعم ووقف علي تلك الحروب بل ويعد المحرك الاساسي لها، مشيرين الي ان هناك دولا تستخدم ورقة الطائفية في تصفية حساباتها وهو ما نراه في سورياوالعراق واليمن ولبنان،مطالبين العرب المسلمين ان يفيقوا من غيبوبتهم منتبهين الي الألاعيب الغربية، مشيرين الي ان التصريح الذي ادلي به وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر والذي انتقد فيه الحرب التي تتبناها بلاده ضد الارهاب لأنها لم تؤتي ثمارها بل اثبتت فشلها في كل من العراق وأفغانستان بعد ان تكبدت واشنطن في الحربين لكثير من الضحايا خلافا للخسارة المادية بل وامتد الارهاب الي عقر دارها اي تبنت الجماعات المتطرفة عددا من التفجيرات في مدنها وبلدانها، وهو ما اعاب عليه كسنجر مؤكدا ان الوسيلة الافضل هي ان يقاتل المسلمون بعضهم البعض وبالطبع كانت زلة لسان تلك التي خرجت من رجل عمل في مطبخ القرار الامريكي لسنوات دليلا واضحا يفضح النوايا الغربية الطامعة في تفتيت الشرق الاوسط وتمزيقه، مشيرين الي ان واشنطن والدول الغربية بالفعل اختارت هذا السبيل لتفتيت المنطقة العربية برمتها وللأسف فان خبث الحكام وسذاجة العرب مكنتهم من نشر الفتن وزرع القلاقل التي قد تدمر شعوبا وبلدانا بأكملها. رابط دائم :