أتهم الفلسطينيون امس إسرائيل باغتيال رئيسهم السابق ياسر عرفات وذلك في الذكري التاسعة لوفاته في ظروف غامضة. وشهدت مدن الضفة الغربية فعاليات وتظاهرات شعبية بمناسبة ذكري وفاة عرفات. تضمنت رفع صور الزعيم التاريخي للفلسطينيين والأعلام الفلسطينية. وخصصت المدارس الفلسطينية الحصة الأولي من اليوم الدراسي للحديث عن عرفات وسيرته ومساعيه لتحقيق السلام للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة. ونظمت عدة مهرجانات خطابية في المناسبة أكد خلالها مسؤولون في حركة فتح التي كان يتزعمها عرفات, علي استمرار التحقيقات في ملف وفاته حتي كشف الجناة المتورطين باغتياله. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة سلطان أبو العينين, خلال مهرجان جماهيري في نابلس اقتربنا من لحظة الحقيقة التي سنعرف فيها أن العدو الإسرائيلي هو وحده الذي اغتال القائد عرفات. وأضاف أبو العينين سنواصل التحقيقات حتي نعرف القاتل المأجور الذي استخدمه العدو في ذلك, وسنقدم الخونة إلي المحاكمة, ونقوم بمقاضاة الإسرائيليين أمام محكمة العدل الدولية علي الجرائم التي ترتكب يوميا بحقنا. من جهته قال رئيس مؤسسة ياسر عرفات وابن شقيقته ناصر القدوة, خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله, إن إسرائيل هي المتهم في تدبير اغتيال الزعيم الفلسطيني, معتبرا أن نتائج التحاليل الأخيرة لرفات عرفات أثبتت بأن سبب وفاة عرفات كانت نتيجة التسمم بالبولونيوم, ما يشكل حقيقة مرتبطة بحقيقة أخري هي أن المسئولة هي إسرائيلية ولا مجال للنقاش بذلك. ولفت إلي أن مادة مشعة كالبولونيوم تحتاج لقدرات دول نووية علي أقل تقدير, ولا يقدر عليها أفراد أو مؤسسات, مؤكدا أن الأولوية في التحقيق بوفاة عرفات هو لإدانة إسرائيل ومحاسبة المسئولين. ودعا القدوة إلي طرح ملف عرفات علي الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل الملف دوليا ومحاسبة إسرائيل علي فعلتها. ومن جانبها طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماسبتوسيع لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلي لجنة وطنية للمساهمة في متابعة هذا الملف. وأكدت حماس- في بيان صحفي أمس- أن المسئول الأول عن جريمة اغتيال عرفات هو الاحتلال الإسرائيلي, مثمنة المواقف الوطنية التي دعت إلي محاسبة الاحتلال علي جريمته, وإنهاء كافة أشكال التفاوض معه. ومن جهة أخري دعا مسئول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان لوقف المفاوضات مع إسرائيل. وقال حمدان: خلال احتفال نظمته الحركة امس في مخيم البص بجنوب لبنان- إن ما نراه اليوم ليس تفاوضا ولاعلاقة له بالتفاوض وإنما هو ذبح للقضية الفلسطينية وثوابتها الوطنية. وأضاف أن قضية الأمة الأساس والمركزية هي قضية فلسطين, وفي الوقت الذي يهدد فيه المسجد الأقصي بالتهويد فأننا لم نسمع صوتا ولم نر فعلا بوجه الاحتلال الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أرضنا وأسرانا ومقدساتنا. رابط دائم :