استنكرت عدة صحف أجنبية التحذيرات التي اطلقها رئيس الوزراء الليبي علي زيدان والتي حذر فيها من احتمالات إقدام عددا من الدول الاجنبية علي استعمار ليبيا من جديد في حال استمرار الفوضي التي اغرقت البلاد. مشيرا الي ان الغرب لن يقبل ببقاء ليبيا مصدرا للارهاب والعنف والقلاقل, وهو ما قالت عنه صحيفة الجارديان البريطانية انه دليل علي عجز رئيس الوزراء الذي اثبت فشله في ادارة شئون البلاد خلال تلك المرحلة الانتقالية الحرجة, مشيرة الي ان اختطافه من غرفة نومه باحدي الفنادق بطرابلس اوائل الشهر الماضي يفضح عجز الحكومة في ارساء الاستقرار داخل ليبيا. وانتقد المحللون مطالبة زيدان للليبيين بتحمل المسئولية في مواجهة الارهاب والميليشيات المسلحة, والا قد يستلزم الامر تدخل خارجي لانقاذ ليبيا, مشيرين الي ان اللهجة التي يتحدث بها كانت بمثابة تحريض للمجتمع الدولي علي استعمار ليبيا من جديد, مشيرين الي ان زيدان طالب المدنيين بتحمل المسئولية ومواجهة تلك الجماعات المسلحة فأين دور الحكومة واذرعها المتمثلة في قوات الجيش والشرطة الذين عجزوا عن مجابهة تلك الجماعات التي حولت البلاد الي بؤرة ارهابية تمثل تهديدا لكثير من دول الجوار,مشيرين الي ان كلمات زيدان قد تعطي دفعة لتلك الجماعات التي استغلت ضعف الحكومة كذريعة للتغلغل اكثر في نسيج المجتمع الليبي,وهو الامر الذي دفع الألاف للخروج والمطالبة باجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة أزمة. وأشاروا الي ان القرار1970 الصادر في مارس2011 عقب اندلاع الانتفاضة الليبية التي اطاحت بالعقيد الليبي معمر القذافي يعطي الحق للمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين, وهو الامر الذي يهدد بانهيار الدولة وسقوط آلاف الضحايا إضافة للذين سقطوا ابان فرض الحظر الجوي علي ليبيا وقت الحرب علي القذافي وفلوله. وأضافوا ان العجز والضعف الذي اتسمت به حكومة زيدان مكنت تلك الميليشيات من بسط سيطرتها بشكل اكبر اذ باتت ليبيا عاجزة عن اصدار قرارات اواتخاذ مواقف مصيرية من شأنها ان كبح جماح تلك الجماعات التي استفحلت في المجتمع الليبي بشكل يخيف الدول الاجنبية التي تري ان ليبيا تحولت الي مسرح لجرائم تلك الجماعات التي اذا فشلت الدولة في محاربتها ستزج بالبلاد الي الهلاك والتفكك وعدم الاستقرار. ومع تعاظم دور الميليشيات في ليبيا بشكل كبير وسيطرتها علي مناطق كاملة خارج طرابلس بعد معارك ضارية مع الجيش والشرطة, يخشي الليبيون ان تصبح كلمة تلك الجماعات هي الحاكمة علي ارض الواقع, وهو ما ظهر جليا خلال خطاب زيدان والذي بدا فيه متخوفا من زيادة نفوذ تلك الجماعات. ومن جانبها قالت صحيفة كل افريقيا ان العنف المتفشي في ليبيا وانتشار الجماعات المسلحة يلقي بظلاله علي انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الجديد للبلاد والمعروفة ب لجنة الستين والمقرر ان يتم عرضه علي الليبيين للاستفتاء عليه ويعطل ايضا انتخابات المجالس البلدية, مؤكدة ان عمليات الاختطاف والتفجيرات التي تنال من المواطنين الشرفاء تهدد آمال الليبيين في اقامة دولة ديمقراطية حقيقية. واكدت الصحيفة ان الليبيين يئسوا من الاوضاع الأمنية المتدهورة, مطالبة المؤسسات والاجهزة الامنية بضرورة استخدام معدات اكثر تطورا لمواجهة تلك الجماعات التي تثير الرعب في الشوارع لاستخدامها لاحدث الاسلحة واكثرها تطورا. رابط دائم :