آفة حارتنا النسيان.. وآفة السياسيين أيضا.. أو من يزعمون أنهم كذلك..!! لأنني أعتقد وبصدق مهما يكن رأيك في أشخاصهم.. أن آخر الزعماء في هذا البلد كان السادات.. وآخر السياسيين كان فؤاد سراج الدين. ومن بعد السادات لبست الطراطير ثوب الزعامة.. ومن بعد فؤاد سراج الدين اشتغل الأراجوزات بالسياسة.. فصارت مصر كما نشاهدها اليوم.. سيركا كبيرا يتصدر المشهد فيه المهرجون والبهلوانات..!! آفة حارتنا وهو النسيان.. جعل لجنة الخمسين تعيد نفس سيناريو لجنة التعساء التي تشكلت من الإخوان وطراطيرهم في عهد الرئيس المبلول محمد مرسي. نفس الطبيخ الفاسد والمواءمات الغبية والإغراق في التفاصيل الفئوية لإرضاء الفئات الأعلي صوتا في المجتمع. ونفس اللعب( علي قديمه) بترك الحبس في قضايا النشر لأخر لحظة ثم حذفه في المسودة التي يجري إعدادها ليهلل الصحفيون والإعلاميون لعجين الفلاحة الذي يجري..!! وللأسف بلع كثيرون الطعم وهللوا للخطوة.. التي يبدو أن اللجنة لجأت إليها متصورة أنها رشوة لأجهزة الإعلام ستوقف الهجوم علي ممارسات اللجنة الهزلية. مع أن الحبس في قضايا النشر ليس قضية الصحفيين والإعلاميين وحدهم.. بل يمس كل من يعبر عن رأيه بأي وسيلة من الوسائل.. حتي لو لم يكن صحفيا أو إعلاميا. إنه يهدد أصغر بيان للتعبير عن الرأي في قضية ما سواء أعده فرد أو أعدته مجموعة أو هيئة. ويمتد ليشمل الفيس بوك وتويتر وكل وسائل التواصل الاجتماعي سواء علي الانترنت أو حتي في حديقة النادي. بل ويصل إليك في طابور العيش أو طابور الأنابيب لو قلت كلاما شهد عليك اثنان من الموجودين أنك رددته واعتبره من في موقع السلطة مساسا بهم أو بسلطانهم..!! عموما ليست هذه قضيتنا.. لكن القضية هي تلك العناصر( المندسة) التي تسعي من خلال وجودها في اللجنة لتمرير حقوق لمن لا حقوق لهم.. عبر صفقات تعقد.. ومواد تمرر في مواجهة مواد أخري علي طريقة( سيب وأنا أسيب)..!! وهو ما قد نجد معه أنفسنا أمام دستور يقنن حقوقا للشواذ من طرف خفي باسم حقوق الإنسان والمدنية.. أو يقنن لديكتاتورية جديدة تحت زعم الأخذ بأفضل النظم الديمقراطية.. كلعبة العودة لنظام المجلسين.. وإبقاء مجلس الشوري بعد أن يغيروا اسمه إلي الشيوخ.. مع أنه مجلس مشبوه وسيظل مشبوها حتي لو أسموه مجلس البر والإحسان..!! أما الشواذ فالناس كفيلة بهم.. وتعرفهم بالاسم.. مهما احتموا بمواقع نعرف جميعا من رفعهم إليها.. أو تخفوا في زي مفكرين أو ناشطين أو غيرها من حيل أراجوزات هذا الزمان المتصدرين للمشهد. لكن قضيتي أنا اليوم هي مجلس الشوري.. الذي تجمع الأمة علي أنه زائدة دودية زرعت في جسد الأمة.. لإهدار أقواتها علي مجموعة من المتنطعين الذين فاتتهم تورتة مجلس الشعب وحصانته..!! وفي الوقت نفسه وسيلة للنظام يسيطر من خلالها علي لسان الأمة المتمثل في صحافتها ومجالسها القومية كمجلس حقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة.. فيفرغ هذه المجالس من مضمونها ويسلبها من الشعب ليجعلها مجرد وردة في عروة جاكتة من يجلس علي كرسي السلطة. تخيل دولة مازال رغيف العيش فيها بالطابور ويضحك عليها أعضاء لجنة الخمسين بمحاولة إقناعها أنهم سيبقون علي الشوري أو يقولون بمنتهي الاستهبال والاستعباط الذي لا يخيل إلا علي الأهبل الذي يتصور أن الناس تصدقه.. أنهم ألغوا مجلس الشوري لكنهم استحدثوا مجلسا جديدا هو مجلس الشيوخ بصلاحيات تشريعية محددة في إطار نظام المجلسين الذي تطبقه أعرق الدول الديمقراطية.. ووشك في الحيط وقفاك يامواطن ياللي تصدقهم ليا..!! مجلس ميزانيته الرسمية حسب أقل التقديرات تكلف الدولة300 مليون جنيه سنويا.. وبالتأكيد عمليات التفويت غير الرسمية التي تمرر لشراء ضمائر أعضاء المجلس الموقر أو حتي تدجينهم علي طريقة اطعم الفم تستحي العين تتخطي المليارات سنويا.. من نزيف الوزارات والهيئات الحكومية.. عن طريق التأشيرات التي تمنح من لا يستحق.. وتعطي من لا يقنع من مال الغلبان الذي يجوع ولا يشبع..!! مجلس كان المخلوع( غير المأسوف عليه مهما رأينا من ندالة وحقارة وسفالة الإخوان) السيد مقشط حسني مبارك.. يستخدمه لتحصين كلابه الذين يسبون كل من يعارضه.. ويخوضون في أعراض من يتجرأون علي فضح ما يدور في الغرف المغلقة من بيع مصر لحفنة لصوص أسموهم زورا( رجال أعمال)..!! مجلس كهذا لا يجب أن يبقي في الدستور الجديد.. لا باسمه القديم.. ولا باسم الدلع الجديد( مجلس الشيوخ).. وإذا أبقوه فاعلموا أنها صفقة جديدة.. لتدبير مكان لعمرو موسي والسيد البدوي وأمثالهما.. ليتسلوا فيه أحسن من قعدتهم في قهوة المعاشات..!! مجلس كهذا لو أبقوه.. وحتي لو ضمنوه مجموعة من الشباب بالتعيين أو حصنوا وجودهم بكوتة عبر الانتخاب.. فاعلموا أنه الحصالة التي سيفسدون بها أجيالا جديدة. العشة التي سيفرخون عبرها مليونيرات جديدة تساند أي نظام قادم. نعم مليونيرات.. فلو كانت مدة المجلس5 سنوات وتراواحت مكافأة العضو الشهرية ما بين30 و50 ألف جنيه حسب نشاطه وتوقيع الزملاء له بحضور جميع اللجان.. فنحن أمام عدة ملايين سيحصل عليها العضو علي الأقل. هذا علي فرض ثبات المكافآت وعدم مضاعفتها وكله بالقانون ولمواجهة ظروف التضخم.. سواء التضخم الاقتصادي.. أو تضخم غدة السف واللهف عند السادة الأعضاء..!! طرف الخيط: لو طبخوه.. ارفضوه..!! ارفضوا أي دستور يتآمر فيه حفنة من مدعي السياسة.. علي شعب كلما قام بثورة.. ترصد به من يسعي لسرقتها.. ملعون أبو اللصوص..!! رابط دائم :