'لقد ادركت فجأة وانا أنظر إلي هذا الجسد المتحد أمام الموت بان الحب يلف كل شيء حتي الموت' يالها من عبارات موحية أختتم بها إنجمار برجمان شريط الجميل والمحير في آن' وجها لوجه' مفردات موحية تختزل كما هائلا من التفاصيل والمعاني حول قيمة الحب التي تتحدي العدم والزوال أما عن أداء من تلاها وهي السويدية الشهيرة ليف أولمان فالحديث عن روعته يطول وهذا ليس مقصدنا في تلك السطور, فقط تذكرتها ليس لما تحمله فحسب بل ارتبطت بمصادفة غريبة ومثيرة ففي نفس اليوم الذي شاهدت فيه فيلم الراحل برجمان كنت علي موعد مع رؤية عمل سينمائي مصري وليتني ما رأيته فطوال جلوسي أمام الشاشة وثمة مشاعر بالسخرية من تلك المشاهد التي يراها جمهور من حسن الحظ ضم عددا قليلا وهذا أمر طيب في البداية تساءلت هل هناك حب أحلي من حب هذا هو عنوان الفيلم وكأننا في سوبر ماركت نفاضل بين الكوسة والباذنجان وربما من الوهلة الأولي اراد القائمون علي الفيلم الذي أخرجه الراحل حلمي رفله عام1975 أن يضعونا جميعا أمام معني للحب يفوق جلالا وعظمة لهذا الحب الذي سردناه قبل قليل لكن خاب ظننا بيد أننا أمام نص ساذج لا علاقة له بفن السينما هذا من جانب ومن جانب ثان لم نري مثل هذا الحب الذي هو أحلي من حب فالمعالحة التي صاغها سينمائيا وكتب لها السيناريو والحوار محمد مصطفي سامي عن قصة كتبها السيد بدير ما هي إلا إقتباس وتمصير ضحل للفيلم الاسطورة' صوت الموسيقي' والذي مثلته في الستينيات من القرن الماضي جولي أندروز, والحكاية تتمثل في الزوج محمود ياسين الذي انجب رزمة اطفال ماتت والدتهم ولابد لهم من مربية, لكن الاولاد مشاغبون, لكن الوافدة الجديدة وهي هنا نجلاء فتحي ستروضهم إلي أن يحبوها حبا جما أكثر من أمهم لو كانت كتبت لها الحياة ولأن الأب مقبل علي الزواج يحاول الابناء إفشال تلك الزيجة وبالفعل ينجحون لينتهي الفيلم بالنهاية السعيدة وبالرفاة والبنين وحب أحلي من حب. فيلم بعنوانين علي المنوال ذاته يقدم حسن رمزي فيلمه أبدا لن اعود عام1975 وهو ايضا من إنتاجه وقصته بالاشتراك مع نيروز عبد الملك تاركا السيناريو والحوار لأحمد صالح, الطريف في هذا الشريط أن مخرجنا احتفظ بنهاية كانت من وجهة نظره بمثابة قنبلة فالبطلة وهي نادية لطفي أقسمت أنها لن تعود وفي نهاية الفيلم عادت مع جملة كتبت علي الشاشة ابدا لن اعود, بل اعود فالحكاية التي يلخصها لنا الناقد محمود قاسم تقول' سعاد' صفية العمري' في الثالثة والعشرين من العمر, علي جانب كبير من الفتنة, تقوم بإنقاذ الطفل عصام من الغرق, مما يوطد علاقتها بأبويه الدكتور أحمد' رشدي أباظة' وزوجته هدي' نادية لطفي', ويجد د. أحمد في سعاد شبابا وحيوية فيقع في حبها في المقابل أهمل بيته الأساسي, وتتوثق العلاقة, لتتحول إلي علاقة جسدية, إلي أن تفاجئه سعاد بأنها حامل منه, فيقع أحمد في حيرة, وكيف يمكن أن يتصرف في هذا الموقف؟ ولا يجد مفرا سوي الزواج منها ويعترف لزوجته هدي بما حدث فتقرر الرحيل وتركه, ولأننا اقتربنا من النهاية تدخل الأحداث منطقة جديدة فالجنين لا تكتب له الحياة وتعود سعاد التي سبق وانقذت ابنه إلي قيام بدور المصلحة الاجتماعية تقهر قلبها وتقنعه بأن يعود إلي أسرته, أمام هذا النبل يعترف بخطئه, لتعود الحياة الزوجية بينهما مرة أخري. الكل عايز يحب ومازلنا مع عام1975 وبعض من أفلامه الهابطة وها هو الكل عايز يحب إخراج الراحل احمد فؤاد عن قصة وسيناريو وحوار يحيي الليثي وبطولة عادل إمام وسهير رمزي ونور الشريف, والحق أننا لا أمام قصة ولا يحزنون, فقط ناس تتحرك بدون وعي وتختفي ثم تظهر لتؤدي مشاهد يفترض أنها كوميدية مشفوعة بلقطات تظهر القوام الفتان والقد الممشوق لصاحبته سهير رمزي, و الحكاية تقول' عندما قام أحمد بزيارة لصديقه عبدالسلام في بلدته الفيوم كي يغير جو, يجد نفسه فجأة أمام ليلي, وتبدو خيوط علاقة حب قادمة لا محال, يقوم أحمد بإخبار عبدالسلام بما حدث له, وأنه غارق لشوشته. إلا أن عبدالسلام يقوم بتوعية أحمد بضرورة الابتعاد عنها فهي تقيم مع ابن عمها مسعود وهو كما يعلم الكل يطمع في الزواج منها رغم أنه متزوج, لكن الظروف لم تساعد أحمد كثيرا, فقد علم مسعود بهذه العلاقة ويصمم علي قتل هذا الأحمد, الذي ينجح في الهرب منه, إلا أنه يتم الوفاق بينه وبين مسعود فيتفاهمان علي الزواج, فيوافق مسعود علي زواجها من أحمد, ويعود مسعود إلي زوجته نفيسة, أما عبدالسلام فيعود إلي القاهرة بصحبة السائحين ولينتهي الفيلم ومعه المغزي اللا درامي. عادت إليه بعد أن غدر بها في الحلقة السابقة تعرضنا بشيء من التفصيل إلي الفنان فريد الأطرش وقلنا كيف أنه كان مصرا في آواخر حياته أن يظل مستمرا بأي ثمن علي الشاشة وها هو في عام1975 يقدم آخر أعماله أنه فيلم نغم في حياتي إنتاج وسيناريو وحوار يوسف جوهر عن تمصير لقصة مارسيل بانيول وإخراج بركات, ولان مطربنا كان ولعا بلبنان ومناظره الخلابة والدليل أن أفلامه بدءا من الحب الكبير وانتهاء بنغم في حياتي صورت بكاملها بين ربوع بلد الصنوبر وعاصمتها بيروت, والتيمة في هذه الأفلام تكاد تكون واحدة مع اختلاف التفاصيل المهم أن محورها بالطبع هو فريد الاطرش في هذا الشريط رأينا وفقا لتلخيص موقع بيانات السينما العربية, حنان' ميرفت أمين' فتاة صغيرة جذابة وجميلة, تعمل سكرتيرة لدي المطرب ممدوح فريد الأطرش, ولكن هناك خيوط حب تربطها بمحسن' حسين فهمي'. وعلي غرار الميه الصفراء تسقط حنان في أحضان حبيبها وتسلمه نفسها وسنعرف ذلك من خلال لقطة امواج عاتية ونافذة تفتح علي مصراعيها بغضب, غير أن الحبيب شاب متهور متمرد ساخط دون ان يكون هناك مبررات لذلك المهم أنه ساخط يريد أن يجد نفسه في مكان آخر فلا يصبح أمامه سوي البرازيل ولا ندري لماذا والاخيرة اللهم ان تصبح فالا طيبا, فاسماعيل ياسين في أحد أفلامه وحينما انعم عليه الله بورث واسع فقد جاءه من عمه الذي مات في ريودي جانيرو سبحان من له الدوام, لكن المعضلة ماذا ستفعل البنت المسكينة وفي أحشائها طفل الخطيئة وتتأزم المواقف, ولا بد من حل, هنا يدخل القلب الطيب العطوف صاحب الالحان الشجية فيتزوجها لأنه لا يجد علاجا سوي هذا, وتتبدل حياة حنان عندما تجد المطرب يعطيها فيضا من المشاعر النبيلة, وتعتاد تلك الحياة, وتشعر بالسعادة, ويعود محسن بعد أن جرب حظه في إيجاد عمل وفشل, يبحث عن حنان, يعرف أنها تزوجت ممدوح, يحاول استمالتها مرة أخري, ترفض لأنها أصبحت تحب هذا الرجل وتحاول رد الجميل له لأنه أنقذها ذات يوم, يعرف ممدوح بعودة محسن ويشعر أن حنان مازالت تحتفظ ببعض مشاعرها تجاهه. فيطلقها لتعود إلي حبيبها الذي سبق وغدر بها أنه الحب في السينما المصرية أما ممدوح فيضحي بأجمل نغمة في حياته.