لم تشهد الكرة المصرية نهائيا لكأس مصر مثل نهائي هذا الموسم, الذي كان قمة في الإبداع الفني والخططي, والروح الرياضية, والأخلاق الحميدة التي كانت غائبة عن ملاعبنا.الكل فائز في هذا النهائي.. الحرس والأهلي, وقبلهما الكرة المصرية, لذلك فنحن نهنئ أنفسنا بما شهدناه في ستاد الكرة, خاصة السلوك الحضاري لجماهير الأهلي بعد خسارة فريقها, حيث وقفت تهنئ لاعبي الحرس ومدربهم القدير علي هذا الإنجاز الكبير في لقطة أبرزت عظمة هذه الجماهير, ثم قامت بتحية فريقها رغم خسارته البطولة ونادت علي فضل الذي أهدر ركلة الترجيح التي خسر الأهلي بسببها.لم نر تحطيما في مقاعد الاستاد, ولم نسمع ألفاظا تخدش الحياء, لكننا رأينا صورة جميلة للكرة المصرية بريشة فنان رائع كشف بها عن الوجه الجميل للكرة المصرية.مبروك لحرس الحدود الذي أصبح فاكهة الكرة المصرية, وجعل منها شكلا وطعما, خاصة بعد اقتسامه بطولات هذا الموسم مع الأهلي ليقول له: قف مكانك.. فهناك أندية تستطيع منافستك في حصد البطولات.مبروك لطارق العشري الذي يعتبر النجم الأول لحرس الحدود بلا منازع, فهو الذي حصد البطولات بفكره وعرقه واجتهاده, وعاونته كتيبة من اللاعبين الممتازين خلقا ولعبا.مبروك لإدارة الحرس الواعية التي وقفت بجانب العشري في أيام العسرة حتي جاء الفرج علي يديه في نهاية الموسم. حرس الحدود حقق بطولة بدون إمكانات عالية, ولكن كل ما يملكه الانضباط والروح العالية والإصرار علي تحقيق الهدف.كل الشكر للإدارة العسكرية علي تقديم هذا النموذج للأندية المصرية التي تتحجج إداراتها وتعلق ابتعادها عن البطولات علي ضعف الإمكانات. ** رسائل عاجلة: * إلي طارق العشري: أنت واحد من أفضل المدربين في تاريخ الكرة المصرية, ويكفي أنك صنعت اسمك بفكرك وجهدك وليس بالفهلوة التي نراها شهادات لمدربين كبار في الكرة المصرية. * حسام البدري: خسارتك لكأس مصر لا تقلل من إنجازك هذا الموسم.. ولا تلتفت للحاقدين, وانظر إلي المستقبل فأنت أفضل من كل المدربين الأجانب الذين سبقوك. * إلي علي فرج حارس الحرس: لا تخشي أحدا طالما قلبك سليم لأن الستار هو الله. * محمد أبوتريكة: غياب التوفيق عنك في المباريات الأخيرة يعني أن هناك شيئا غلط.. ارجع إلي نفسك لكي تعرف أسبابه.