راود محمد الشهير بلقب بطاطس حلم الثراء فعمل في تجارة بيع الخضراوات بنظام الجملة ولم يرض بما قسمه الله له من رزق يكفي زوجته ونجلتيه الصغيرتين وفجأة تبدلت أحواله قبل عامين ونصف عندما تعرف علي ثلاثة من أصدقاء السوء الذين غيروا حياته من الالتزام للانحراف الذي تمثل في السهر وتعاطي المخدرات بمختلف أصنافها وأقنعوه بتكوين تشكيل عصابي للسطو علي السيارات للحصول علي فدية من أصحابها بشرط أن يكون زعيمهم.ورحب بمطلبهم بعد أن لعب الشيطان في رأسه وقاموا بشراء أسلحة آلية ودراجات بخارية ووزعوا الأدوار عليهم بالتساوي ونجحوا في ارتكاب العديد من الجرائم حتي ذاع صيتهم وأصبحوا من العناصر الخطرة التي تروع أمن وسلامة المواطنين الذين يقصدون الطرق السريعة وبدأ رجال مباحث الإسماعيلية في رصد تحركاتهم حتي سقط الزعيم بطاطس ولحق بشريك له من قبل تم ضبطه وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواءين عمرو حمزة نائبه ومحمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة كيفية ملاحقة التشكيلات العصابية الإجرامية التي تستخدم الأسلحة النارية في سرقة السيارات علي الطرق الزراعية والصحراوية للمطالبة بالفدية نظير إعادتها لأصحابها وهي ظاهرة خطيرة تستوجب القضاء عليها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد هشام طايل مفتش المباحث الجنائية والرائد محمود رحيل رئيس مباحث مركز القصاصين ودلت التحريات أن المتهم محمد الشهير بلقب بطاطس يسكن في عزبة أبو السيد بالدواويس يعمل في مجال جمع محصول البطاطس وإعادة بيعه لتجار الجملة ولم يقتنع بالمال الذي يوفره من عائد هذه المهنة وارتضي أن يتزعم تشكيلا عصابيا يضم ثلاثة أفراد للسطو علي السيارات النقل والملاكي علي طريق الزقازيق الزراعي واتخذ ومع شركائه سيئي السمعة من كوبري المحسمة والقصاصين العلوي وكرا لمزاولة نشاطهم الآثم حيث يتجمعو في محيطه في الصباح المبكر أو في ساعة متأخرة من الليل وينصبو أكمنتهم للنيل من ضحاياهم وذلك بالاقتراب منهم عن طريق دراجات بخارية يستقلونها ويطلقو دفعات من الرصاص في الهواء لإرهابهم للتوقف ويجبرون المجني عليهم علي النزول من مركباتهم وتسليمهم مفاتيحها وهواتفهم المحمولة لكي يتفاوضون علي الفدية والتي لا تقل عن20 وحتي30 ألف جنيه للسيارة الواحدة حسب نوعها وأضافت التحريات أن محمد بطاطس هو الذي يوزع الغنائم علي رفقاءه بالتساوي ويستقطعون جزءا من المال الحرام للصرف علي ملاذهم الشخصية والآخر يغسلوه في إقامة مشروعات تجارية وزراعية لهم علي حد سواء وحققوا من وراء ذلك مكاسب مالية كبيرة حولتهم من حياة الفقر للثراء وأشارت التحريات إلي أن زعيم العصابة يتسم بغلظة القلب وقوة البنيان ويتمسك دوما عند التفاوض مع ضحاياه بتحديد المبلغ المادي دون التنازل عن مليم واحد منه وفي حالة التفاوض لخفض الأموال يغلق هاتفه ويأمر مساعديه بالبحث عن تاجر خردة لبيع السيارة إليه نظير أي حصة ماليه يتقاضاها ورغم سقوط أحد معاونيه في أغسطس الماضي ويدعي عبد العزيز وشهرته الحن26 سنة لم يرتدع مع شريكيه الآخرين وراح يمارس النشاط معهما في عمليات السطو المسلح بشكل عادي ومتنوع وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط بطاطس وأعد النقباء أحمد شاهين ومحمود محفوظ ومحمود علي ومحمود عبد اللطيف معاونو مباحث مركز القصاصين خطة أمنية محكمة لاستهداف الزعيم راعوا ألدقه فيها وعنصر المفاجأة والتمويه لخطورته وعندما وصلت إليهم معلومة بوجوده في إحدي محطات الوقود بالدواويس اتجهوا إليه مسرعين في سيارة ملاكي وامسكوا به وشلوا حركته بعد أن حاول الهرب باستخدام جسده القوي واصطحبوه لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وهو في قمة الحزن وظل يردد كلمات يطلب من خلالها أن يتركوه حال سبيله من أجل تربية بناته الصغار. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بارتكابه8 وقائع سرقة بالإكراه بمشاركة باقي أعضاء التشكيل العصابي بغرض البحث عن المال وتحرر محضر بأقواله وأحيل إلي أحمد المسلماني وكيل نيابة التل الكبير الذي امر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد وسرعة ضبط أعوانه الهاربين.