محمد الشهير بلقب الحن نشأ وتربي في بيئة ريفية لم يكن لها ارتباط بالأعمال الإجرامية من قريب أو بعيد وعندما وصل لسن المراهقة بدأ يحلم بالثراء والبحث عن الطريق الذي يساعده للحصول علي المال الوفير للإنقلاب علي الحياة التي يعيشها ووجد ضالته في أصدقاء السوء وانتقي بينهم اثنين أكبر في العمر منه تعلم علي أيديهما فنون السرقة بالإكراه خلال العامين الأخيرين وذلك بالسطو علي السيارات باستخدام الأسلحة النارية وإجبار أصحابها للترجل بعيد عنها ثم الهرب بها ومعاودة الاتصال بهم لطلب الفدية حسب نوعية المركبة إذا كانت ملاكي أو أجرة أو نصف نقل محملة بالبضاعة أو فارغة وأشاع مع رفيقيه الذعر بين قائدي السيارات حتي أن مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية طالبت بسرعة الكشف عن الجناة لخطورتهم وبعد جهد وعمل شاق نجح رجال مباحث الإسماعيلية في القبض علي المتهم ووضعوا صديقيه تحت المراقبة تمهيدا للإمساك بهما وتحرر محضرا بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع نائبه اللواء عمرو حمزة والعميد محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة كيفية القضاء علي البؤر الإجرامية وبالتحديد عصابات سرقة السيارات علي الطرق الزراعية والصحراوية التي تستغل الأوضاع السياسية للظهور علي سطح الأحداث بترويع أمن وسلامة المواطنين. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي رئيس فرع البحث بمنطقة غرب والرائد محمود رحيل رئيس مباحث مركز القصاصين دلت التحريات أن المتهم محمد الشهير بلقب الحن22 سنة-عاطل- يسكن في منطقة السويدات سبق اتهامه في قضيتين سرقة بالإكراه, كون مع صديقين له أسماءهما الحركية جمعة ومح مح تشكيلا عصابيا لسرقة السيارات علي طريق الزقازيق الزراعي وبالتحديد عند مطب السويدات. وأضافت التحريات أن المتهم ورفيقيه يستقلون دراجات بخارية ويظهرون مع حلول الظلام وعند مشاهدتهم للمركبات يقتربون منها ويطلقون النار صوبها ويطلبون من الشخص الذي يقودها التوقف حتي لا يقتل علي أيديهم ونظرا لحالة الهلع التي تنتاب ضحاياهم يضطرون للاستسلام. وبعد تفتيشهم وسلب أموالهم يحصلون منهم علي هواتفهم المحمولة ويلوذون هاربين من مسرح الأحداث ثم يقوموا بإجراء اتصالاتهم لإعادة السيارات لأصحابها نظير سداد فدية مالية تبدأ من15 وحتي30 ألف جنيه ومن يراوغهم في الدفع يقطعون اتصالاتهم به ويبيعون المركبة لتجار الخردة بأسعار بخسة. وأضافت التحريات أن الحن دوره ضمن التشكيل العصابي يعتمد علي تهديد قائدي السيارات بالأسلحة الموجودة بحوزته نظرا لإجادته التعامل معها وزميليه يساعداه علي تجريد قائدي المركبات من متعلقاتهم الشخصية ثم يقتسمون الغنائم وينفقونها علي ملذاتهم الشخصية بالسهر في الملاهي الليلية وتعاطي المخدرات بمختلف أصنافها والإدعاء أمام أقاربهم أنهم يعملوا في مجال التجارة الحرة حتي لا ينفضح أمرهم. وبعرض التحريات علي النيابة أعد النقباء أحمد شاهين ومحمد ثروت ومحمود محفوظ معاونو مباحث القصاصين خطة أمنية محكمة للقبض علي الجناة وذلك بمساعدة رجال الشرطة السريين حيث نصبوا أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي وردت منها البلاغات. وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا صوب المتهمين, وجدوا من بينهم الحن الذي أصيب بالصدمة واستسلم دون مقاومة وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيليا بارتكاب أكثر من10 وقائع سرقة بالإكراه للسيارات من بينها المحمل بثمار المانجو بمعاونة رفيقيه الهاربين جمعة ومح مح وأنه يفعل هذا الأسلوب الإجرامي لحبه الشديد لجمع المال وإعداد عش الزوجية وأرشد عن أصدقائه وتحرر له المحضر اللازم وأحيل إلي أحمد سعفان وكيل النائب العام الذي باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد يحيي مدير نيابة التل الكبير حيث أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسرعة ضبط شريكيه والاستعلام من المباحث عن وقائع جديدة قام بها الجناة.