فشل محمد في دراسته بالمرحلة الابتدائية وأتجه لسوق العمل ولم يجد أمامه سوي تعلم حرفه صناعة الخبز التي أجادها حتي أصبح فرانا محترفا يتقاضي عنها راتب يومي لا بأس به وفجاة انقلبت حياته رأسا علي عقب وتخلي عن مبادئ أسرته محدودة الدخل بعد أن تعرف علي أصدقاء السوء والذين زينوا له كيفية الثراء السريع في جلسات الإدمان التي عقدها معهم واختمرت الفكرة في ذهنه وراح يتفق مع اثنين من جيرانه أحدهما عامل والآخر نجار مسلح علي تكوين تشكيل عصابي للسطو المسلح والاتجار في المواد المخدرة ونجحوا في ارتكاب أكثر من واقعة مختلفة في غضون العامين الأخيرين اللذين شهدا انفلاتا أمنيا. تبدل حال الجناة الثلاثة الذين استقطعوا جزءا من أموال الحرام التي انتفخت جيوبهم بها وظلوا ينفقونها ببذخ شديد والآخر ادخروه من أجل شراء الأراضي والعقارات وأشاع الفران وزملاؤه الذعر في محيط محل إقامتهم وامتد نشاطهم للعديد من الأماكن الأخري وتنبهت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية لتحركاتهم علي الطرق السريعة وإجبارهم قائدي السيارات علي التوقف وتهديدهم بالأسلحة النارية والبيضاء الموجودة بحوزته للرحيل بعيدا عنها ثم مقايضتهم للحصول علي فدية نظير إعادتها لهم ليسقط الجناة في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية وهم يستقلون توك توك وبحوزتهم الأدوات التي يستخدمونها في عملياتهم الإجرامية بجانب لفافة من البانجو تحرر المحضر اللازم لهم وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع نائبة اللواء محمد عناني حضره العميد هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي لبحث التعامل مع عصابات السطو المسلح التي نشطت مع تزامن الأحداث السياسية الأخيرة وضرورة القضاء عليها بأسرع وقت ممكن للحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين من خطرهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين مصطفي صلاح مأمور مركز القصاصين وممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والرائد محمود رحيل رئيس مباحث القصاصين دلت تحرياتهم أن المتهم محمد20 سنة يسكن في أبو حماد شرقية يعمل فرانا وهو مسجل سرقات عامة اتفق مع أحمد27 سنة عامل ومحمود29 سنة نجار مسلح يقيمون معه في نفس المكان وهما سيئي السمعة علي تكوين تشكيل عصابي لسرقة السيارات والاتجار في المواد المخدرة وبالتحديد نبات البانجو المخدر الذي يجلبوه من مصادرهم السرية بمنطقتي الشيخ سليم والدواويس. وأضافت التحريات أن المتهم الأول يقوم بالإعداد والتخطيط للجرائم مستغلا ذكاءه وفطنته في التصرف حيث يتم تحديد الضحية علي الطرق الزراعية والصحراوية وينصبون حولها شراكهم ويجبرون قائد السيارة للتوقف بوسائل يخترعونها ويشهروا السلاح في وجهه ويسلبونه مركبته ويتصلون به هاتفيا للتفاوض علي إعادتها له نظير الحصول علي فدية ويقومون بشراء البانجو من الأموال التي حصلوا عليها في الوقائع التي ارتكبوها لإعادة بيعها في محل إقامتهم للتربح من ورائها وكذا ظل حالهم علي هذا المنوال بعد أن أغواهم الشيطان. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط اللصوص الثلاثة وأعد النقيبان محمد ثروت معاون مباحث القصاصين وأحمد رفعت زهو رئيس الدورية الراكبة أكمنة ثابتة ومتحركة للمتهمين في المناطق التي يظهروا داخلها بمساعده رجال الشرطة السريين والنظاميين والقوات القتالية وعندما حانت ساعة الصفر شاهدوا الجناة يستقلون دراجة بخارية علي كوبري القصاصين وطلبوا منهم التوقف لكنهم حاولوا الهرب وتمت مطاردتهم والإمساك بهم بعد مجهود شاق حتي لا يفلتوا من قبضتهم وعثروا بحوزتهم علي سلاح ناري و2 سلاح أبيض عبارة عن سكين ولفافة كبيرة من البانجو واقتادوهم لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة. وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات واقعة الضبط نفوا عن أنفسهم تهمة السرقة بالإكراه وأن وجود السلاح الناري بقصد الدفاع عن النفس والمخدرات للتعاطي لكن التحريات أدانتهم وبإحالتهم إلي أحمد حلمي ومحمود حسن وكيلي نيابة التل الكبير أمرا بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد مع إعادة تطوير مناقشتهم وفحص نشاطهم الإجرامي.