لم يبتعد إبراهيم عن الطريق الذي رسمه له أصدقاء السوء لارتكاب جرائم السرقة بالإكراه وأن يكتفي بمهنة الفران التي تعلمها منذ صغر سنه في أن يكسب قوت يومه بالحلال وراح يرتمي في أحضان عصابات السطو المسلح علي السيارات وحقق من ورائهم أرباحا مالية طائلة وعندما سقط غالبيتهم في قبضة الأجهزة الأمنية فضل أن يجند بعض المقربين إليه لكي يعاونوه في ارتكاب جرائمه واستعان باثنين منهم ورسم لهما كيفية تثبيت قائدي المركبات الملاكي والأجرة والنقل وإجبارهم علي تسليمها له مع الحصول علي هواتفهم المحمولة لإعادة الاتصال بهم لسداد الفدية اللازمة نظير إعادة السيارات لهم واستغل الفران الأحداث السياسية الأخيرة وكثف نشاطه علي الطرق الرئيسية حتي تمكن رجال مباحث الإسماعيلية من القبض عليه متلبسا في الوقت الذي هرب رفيقاه وجار تحديد مكان اختفائهما, وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي إخطارين من اللواءين هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي وأحمد سالم مأمور مركز أبو صوير عن ورود بلاغات تفيد بقيام أشخاص ملثمين بنصب أكمنة علي طريق الزقازيق الزراعي للسيارات التي تستخدمه ليلا وسرقتها بالإكراه في ظاهرة أمنية خطيرة تستوجب ملاحقتها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد فوزي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والمقدم صلاح النادي رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه النقيب أحمد عبد الفتاح ومحمد صيام ودلت تحرياتهم علي أن إبراهيم عبد المنعم35 سنة فران مقيم في عزبة شعيب كان عضوا فاعلا في عصابة علي ترة التي سقطت منذ أشهر مضت مع زعيمها حيث حمل عنهم راية السطو علي السيارات تحت تهديد الأسلحة النارية بالطرق الزراعية والصحراوية في أوقات متأخرة من الليل حتي يضمن انخفاض الحركة عليها لتنفيذ جرائمه بسهولة. وأضافت التحريات أن المتهم جند المتهمين علي مجدي30 سنة عاطل يسكن في ذات المكان وأحمد أبو العينين31 سنة عاطل مقيم في منطقة6 أكتوبر بقرية المنايف, لمعاونته في عمليات السرقة بالإكراه وذلك برسم الخطط لهما والاتفاق علي السيناريوهات التي يطبقونها ومنها مراقبة أحدهم للضحية الذي سيقع عليه الدور والاتصال هاتفيا بهما لاستيقافه بإشهار الأسلحة النارية في وجهه وإجباره علي أن يترك سيارته حتي لايتعرض لمكروه ونظرا لحالة الخوف المسيطرة علي قائدي المركبات يضطرون مرغمين لأن يستسلموا للأمر الواقع ويمنحونهم سياراتهم لتبدأ بعدها المفاوضات لاستعادتها من جديد بعد سداد مبالغ مالية تتراوح مابين20 و50 ألف جنيه حسب حالة المركبة من حيث الجودة وأشارت التحريات إلي أن عصابة الفران زادت من نشاطها بعد الاحتفال بالذكري الثانية لثورة25 يناير وماواكبها من أحداث وانفلات أمني ساعدهم علي تحقيق أهدافهم الإجرامية وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد الملازمون أول ماركو مجدي وعبد الله العادلي ومحمد مصباح النظاميون بمركز ابو صوير خطة أمنية محكمة اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي وردت منها البلاغات وبالتحديد أمام كوبري شعيب علي طريق الإسماعيليةالزقازيق الزراعي وعندما حانت ساعة الصفر وبعد رصد دقيق لوجود المتهمين اتجهوا صوبهم في ساعة متأخرة من الليل وتمكنوا من القبض علي زعيمهم إبراهيم الفران بعد مطاردة ساخنة شاركهم فيها أهالي عزبة شعيب وعثروا معه علي فرد خرطوش صناعة محلية وخمس طلقات عيار12 رش وسلاح أبيض بينما هرب معاوناه في المناطق الزراعية مستغلين الظلام الدامس وباقتياد المتهم لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بجرائمه بصحبة رفيقيه وعلل ذلك ببحثه عن الثراء في ظل الوضع السياسي المتدهور الذي تعيشه مصر واعتبر أن هذا التوقيت هو الأفضل لارتكاب جرائمه, وحرر محضر بأقواله وبإحالته إلي حازم بدر وكيل نيابة أبو صوير أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق وتحريات المباحث حول وقائع أخري ارتكبها وسرعة ضبط أعوانه.