علي طريقة افلام هوليوود تقدم الولاياتالمتحدةالامريكية أزمتها المالية للعالم, وكأنها تسوق فيلما مثيرا, وبدرجة عالية من الإثارة تروج المعركة الوهمية الدائرة حاليا بين البيت الابيض والكونجرس حول سقف الدين. رغم ان كثيرين ممن يعلمون بالشأن الامريكي يدركون ان نهاية فيلم ازمة الدين لاشئ, وسوف تستمر امريكا باقتصادها القوي, وأموالها, وجبروتها, وسلطانها قائدا, ولن يقبل العالم ان يسقط الاقتصاد الامريكي, لأن حدوث ذلك يعني سقوطا للعالم اجمع, وأول من سيدافع عن الاقتصاد الامريكي هي اوروبا التي تجد في امريكا مستقبلها وحياتها, ومن ثم ليس صحيحا ما يقال ان امريكا علي وشك الافلاس, حتي وان قال ذلك اوباما نفسه, لأن الامر ببساطة استعراض لدولة المؤسسات التي تريد الولاياتالمتحدة تصدير مشاهدها حاليا للعالم, عبر ازمة الديون, لان المشكلة ببساطة ان القانون الامريكي يضع سقفا للدين الحكومي, الذي يأتي من خلال سندات تطرحها الخزانة لسد العجز في الموازنة, وإذا اضطرت الحكومة الي رفع سقف الدين الذي يحدد ب17 تريليون تلجأ الحكومة للكونجرس لطلب الموافقة لها بالاقتراض اكبر من السقف المحدد, لكن هذه المرة أراد الكونجرس معاكسة ساكن البيت الابيض فقرر المماطلة في الموافقة, وهنا تحركت الماكينة الإعلامية الأمريكية, لتسليط الضوء علي الازمة, وتقديمها علي انها ازمة عالمية, وتأكيد دولة المؤسسات الامريكية, حينما تختلف, وحين تدخل في منافسة سياسية, لكن في نهاية المطاف هناك دولة كبري اسمها امريكا, لن يسمح لأحد ان يمسها او يقترب منها, وكل ما هنالك أن الامريكان أعجبتهم الردود العالمية حول مسألة إفلاس أمريكا وأرادوا اللعب بها لصالح امريكا ونظامها السياسي, والاقتصادي. وقبل ان يحل الموعد المحدد للبت في طلب رفع سقف الدين الحكومي تم حل المشكلة, وازالة اسباب الازمة, ووجد العالم نفسه امام لا أزمة ولا إفلاس, وربما يكون هناك من يجلس حاليا لوضع سيناريو استغلال حل الازمة ليكون اكثر افادة للدولة الامريكية, صاحبة أكبر اقتصاد في العالم. [email protected] رابط دائم :