اتسمت العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة في العقود الأخيرة بكثير من الاضطرابات, علي الرغم من أن الدولتين تعاونتا في كثير من الأحيان في القضايا ذات الاهتمام المشترك وكان السبب الرئيسي لحالات الصعود والهبوط في هذه العلاقة المعقدة التوقعات المتناقضة وغياب الثقة بين واشنطن وبكين. ووفقا لمجلة فورين بوليسي, فإن الأحداث العالمية الحالية تصب في مصلحة الصين وتظهرها كقوة كبيرة في مواجهة الولاياتالمتحدة وممارساتها للتدخل في شئون الدول الأخري, وقد انتقدت الصين أمس الأول الحكومتين اليابانية والأمريكية لتدخلهما في النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي, خاصة بعد تصريح الولاياتالمتحدة لدعم الفلبين في صراعها مع الصين, مؤكدة عدم أحقية الدولتين في التدخل في هذه القضايا حيث يري الرئيس الصيني شي جين بينج أن العالم لابد أن يحترم سلطة الصين في إدارة شئونها بنفسها وبالتالي فهو يظهر في الوقت الراهن بعض العضلات الدبلوماسية إذا واجهت الصين تحديا فيما يتصل بأي منطقة أساسية من مناطق اهتمامها. وأشارت المجلة إلي أن الرئيس الصيني انتزع الأضواء وخاصة بعد إلغاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما رحلاته الاسبوع الماضي لحضور قمة أبيك في إندونيسيا, وقمة شرق آسيا آسيان في بروناي, وزياراته المزمعة الي الفلبين وماليزيا. وفي المقابل, فقد اختتم بينج زيارات إلي إندونيسيا وماليزيا وكان الأقوي حضورا في قمتي أبيك وآسيان حيث تعد رحلة جنوب شرق آسيا هي الرحلة الخارجية الرابعة لبينج منذ توليه منصبه في مارس الماضي. ومن جانبها, رأت صحيفة هافنجتون بوست أن الصين في مفترق طرق عندما يتعلق الأمر باتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية المهمة والتعديلات في السياسة الخارجية, خاصة بعد اعتمادها لفترات طويلة لسياسة النأي بالنفس عن المشكلات والقضايا الدولية والانخراط الخارجي, حيث بدأت أن تتوقف عن مواصلة سياسة إخفاء قوتك وانتظار وقتك. وقد نشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام( سيبري) تقريرا يؤكد فيه أن الصين أصبحت واحدة من أكبر المصدرين للأسلحة في العالم وما لا يقل عن46 دول استوردت الأسلحة العسكرية الصغيرة والخفيفة من الصين خلال الخمس سنوات الماضية وتمثل الدول الإفريقية النصيب الأكبر من المستفيدين من هذه الأسلحة بالإضافة إلي دول آسيا والشرق الأوسط, وأمريكا اللاتينية. هالة أمين رابط دائم :