يري الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أن الشعر أعطي أكتوبر حقه مؤكدا أن الكثير من الشعراء نظموا الشعر أثناء المعركة فما كادت المعركة تبدأ وما كاد الجنود المصريون يصلون للشاطيء الشرقي ويعبرون القناة ويبدأن في استعادة سيناء حتي أخذت قصائد المصريين تظهر وتتحول المعركة والانتصار الذي تحقق إلي فن خالد وباق. وأضاف حجازي لقد نظم العديد من الشعراء الكثير عن الحرب منهم فاروق شوشة وأمل دنقل ومحمد إبراهيم أبو سنة وحسن طلب وكذلك أنا. أما الشاعرة شريفة السيد فتؤكد أنه بالرغم من مرور عدد كبير من السنوات علي نصر أكتوبر إلا أن الحدث كبير ويحتاج المزيد من الكتابات, وأضافت ان هناك العديد من الكتاب تناولوا الحرب في كتاباتهم ولكن بالرغم من ذلك هناك مناطق كثيرة لم يقترب منها الكتاب ومازالت تحتاج لمن يلقي عليها الضوء خاصة الشعر لأنه يرصد حالة في كل مرة يكتب فيها ولا يستطيع أن يرصد كل تفاصيل الحالة, وايضا بالرغم من وجود سلسلة باسم أدب الحرب تصدر عن هيئة الكتاب خرجت منها أعمالا كثيرة إلا أن الكتاب مازوال أمامهم دور كبير تجاه الحرب ولابد وأن يستمروا لأنه حدث كبير وعظيم ولا يجب أن نكف عن الكتابة عنه. وأكدت الكاتبة هالة البدري أن مرور40 عاما علي حرب أكتوبر لا يعني بالضرورة أن نكف عن الكتابة عنها, فمحاولات التجربة تختمر وتستحق أن نكتب عنها وأعتقد آن الوقت لكتابة عمل كبير عن الحرب, وعلي الكتاب أن يستعدوا لذلك, وعن نفسي كتبت رواية ليس الآن عام98 عن أكتوبر كنت أتخيل فيها بطلا لم يأت بعد لأننا خرجنا من إتفاقية كامب دافيد مكسورين, وهناك أعمال عديدة خرجت بعد الحرب ولكنها كانت ترصد الحدث بقليل من التأمل وأعتقد40 عام كافية لرصد الحدث وخروج عمل كبير يعبر عنه بشكل حقيقي. وقال الشاعر محمود قرني الأدب المصري لم يوفي اكتوبر حقه فما قدمه الأدب والسينما شيء هزيل في مقابل حجم الحدث, لكن السؤال الملح هو اختلاف الاحتفال بانتصار اكتوبر هذا العام, وظني لانه هذا العام معتصما برائحة ذات صلة باستعادة مصر لفكرة الاستقلال الوطني فقد كان نظام مبارك لاسيما في سنواته الأخيرة يعزز مفهوم التبعية السياسية لمصر ثم جاءت الحقبة الكارثية للإخوان المسلمين التي لم تستمر أكثر من عام لنكتشف أن نظام الحكم الجديد ليس أكثر من كيان يعادي كل الثوابت الوطنية ومن هنا يمكننا تفسير المهزلة التي حدثت في إحتفالات اكتوبر من العام الماضي حيث جلس القتلة والإرهابيون علي مقاعد الجنيرالات الذين حققوا أعظم انتصار للعرب في العصر الحديث, وكانت الكلمات التي القيت مشوبة بكثير من العداء للثوابت المصرية كلها, بما في ذلك المؤسسة العسكرية صاحبة الإنتصار, كل ذلك عزز لدي جموع الشعب ان ثمة حاجة ضرورية لإستعادة تلك الثوابت التي لازالت تحمل معها روائح استقلال الإرادة وعزت القرار من هنا يتحفز الشعب جميعة للخروج إلي الشوارع للإحتفال بنصر أكتوبر بعد40 عاما من حدوثه وكأنه يحدث اليوم والرسالة التي يريد الشعب أن يقولها هنا أن انتصارا مصر كان انتصار لإرادة جميع المصريين دون تفرقة وانتصارا للتعدد والتنوع وكان انتصارا لقيما تجاوزت افكارا الجماعات الإرهابية التي أرادت أن تكسر ارادة المصريين لصالح مشروعها الظلامي والإقصائي الذي يسقط قيمة التاريخ بكل أبعادة الحضارية, انها ذكري بطعم مختلف وتنتظر من كل الأدباء والكتاب والفنانين إعادة النظر في قيمة هذا الانتصار كما تبعث برسالة إلي الدولة نفسها تأكيدا لحاجتنا إلي عمل توثيقي كبير يمكن لأجيالنا القادمة ان تعود إليه لتحفظه في الذاكرة الوطنية. ويؤكد الأديب قاسم مسعد عليوة أن من شارك في الحرب ومن لم يشارك كتب وأخلص في الكتابة عن أكتوبر ولكن كانت هناك عوامل ساعدت علي عزوف البعض عن الكتابة لأكتوبر منها ما أشيع عن أن الكتابة عن الحرب لا يجب أن تكون إلا بعد سنوات عديدة وضربوا مثالا برواية الحرب والسلام لتليستوي وكذلك المتغيرات التي حدثت بعض حرب أكتوبر مباشرة مثل اتفاقية كامب دافيد والتي شغلت الكتاب ثالثا أعتقاد الناس بأن الحال سوف يتغير بعد الحرب ويحدث نوع من الرخاء لم يجدوه كلها عوامل ساعدت علي ابتعاد الكتاب عن الكتابة عن أكتوبر ولكن علي صعيد أخر من لم يستجب لكل هذا وسجل الحرب في أعماله الإبداعية. وأضاف عليوة أن الكتابة عن الحرب كتابة إنسانية بالأساس وليست كتابة تعبوية وعلينا أن نعرف أن الكتابة عن الحرب بشكل عام لا يجب أن تكون موسمية فأدب الحرب لم يكن أبدا أدب مناسبات فالحرب هي الرفيق الأدبي للإنسان فكيف أحولها إلي مناسبة. رابط دائم :