يبدو أن قيادات تنظيم الإخوان المحظور قانونا تصر علي تقديم عرضها المستمر للغباء السياسي في التعامل مع الواقع المصري الذي تتواصل مشاهده المرتبكة كل يوم. وكان آخرها حث الطلاب علي تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات بل إن أحدهم وهو المتهم الهارب عصام العريان اعتبر تظاهر هؤلاء الطلاب بمدارسهم وجامعاتهم جزء من النضال. هذا العبث الإخواني العرياني هو مجرد إسفاف وتهريج ونموذج يؤكد أن هذا التنظيم لا يريد خيرا حتي لتابعيه والمنتمين لتطرفه وإرهابه, وكان من الأولي أن يدعو العريان وأمثاله هؤلاء التلاميذ والطلاب إلي التميز وتقديم نموذج للقدوة في أماكن الدراسة خاصة وأنه اعتبرهم أمل الإنسانية فهل يعقل ألا يكون هناك أمل للإنسانية إلا باشعال الفتنة في الجامعات والمدارس وتنظيم مسيرات بالشماريخ في الحرم الجامعي والاعتداء باليد واللسان علي رموز العلم والدين مثلما حدث مع الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق في كلية دار العلوم. ولا أجد وصفا لما يفعله الإخوان وطلابهم المغيبون عن العلم بهموم السياسة وجهاد البحث عن الكرسي ونضال إعادة مرسي للعرش أفضل مما قاله الشيخ علي جمعة بأن الإخوان يربون أبناءهم علي التكفير وليس التفكير وأن تكون تصرفاتهم صبيانية غير عقلانية وألا يعترفوا بالاختلاف وأن تكون أفعالهم بعيدة عن الدين بتربية علي العنف والهمجية في التصرف, والجهاد في الباطل جراء غسيل مخ جعلهم يعتقدون أنهم يناصرون الإسلام, وهو منهم براء. المثير للدهشة أن المنتسبين لتنظيم الإخوان لا يرون ما يقومون به بصورته الحقيقية بل يضعونة في الصورة التي يريدونها أو يحلمون بها والتي لا يهمهم كذبها وزيفها ومخالفتها للحقيقة بقدر ما يعنيهم أن تؤدي الهدف السياسي وليس الديني منها كما يزعمون, فإذا تحقق هدفهم أبعدوا ما يتعلق بالدين عن كلامهم وإذا لم يتحقق حاولوا إقناع الآخرين زيفا بأن رافضي زورهم وبهتانهم رافضين للدين والإسلام والشريعة تماما مثلما يطلقون علي كل ما يخالفهم بأنه إسفاف وتضليل. والذي يتابع ما قام به المنتسبون للتنظيم_ الذي عاد أمس بحكم قضائي إلي منطقة الحظر_ في معاداة المجتمع والوقوف في وجهه بالخرطوش والمولوتوف والحرق والتدمير وتعطيل مصالح المواطنين يتأكد أن ما يتعلق بالدراسة والمدارس ليس سوي جزء من مسلسل الغباء السياسي الذي لا يتوقف عند هؤلاء والذي يعتبره البعض عرضا من أعراض مرض نفسي أصاب الإخوان نتيجة الحرمان من السلطة وسوء استخدامها ضد المعارضين وكل من لا يدين بالسمع والطاعة للتنظيم وقادته. وأري أن تلك التصرفات تزيد من الصدام المحتمل للتنظيم والمنتسبين له مع باقي فئات المجتمع ممن يرفضون كل ما هو إخواني خاصة بعد أن عاد هذا التنظيم إلي دائرة الحظر وغير الشرعية ومخالفة القانون وإدمان التآمر والعمل السري وهو ما سوف يزيد من الرفض الشعبي للتنظيم وأوهامه وأكاذيبه وأعراض أمراضه النفسية والسياسية. [email protected] رابط دائم :