صفعت الدبلوماسية المصرية عصام العريان بتأكيدها أن علاقات مصر والإمارات ليست مجالا لحديث المصاطب وشطحات الهواه, وأن لها قواعد وبروتوكولات لا يعرفها هو وأمثاله مثلما صفعه حزبه الذي تبرأ منه, وجاءته الصفعة الثالثة من نفسه حينما قال إن هذه التصريحات تعبر عنه كإنسان وليس كسياسي.المتحدث الرسمي باسم الخارجية أكد اعتزاز مصر بالعلاقات التي وصفها بالأخوية مع الإمارات وشعبها الشقيق, والتي تمتد عبر التاريخ وتستند إلي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة, أما العريان فهو لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا الكلامية في الدفاع عن عشيرته وحتما كان موقفه سيختلف كثيرا لو أن المعتقلين المصريين بدبي ليسوا من الجماعة. هذه ليست الواقعة الأولي التي يلقي العريان وإخوانه بالطوب والحجارة وشماريخ الغباء الدبلوماسي علي علاقات مصر الدولية; فالعام الأول من ولايتهم شهد تصريحات ومواقف تقطع بأنهم يمارسون السياسية علي طريقة حوارات' الكبسة' الوجبة المعروفة وليست' كبسة' البوليس التي يدركون تفاصيلها طوال تاريخهم السري, ففي تناول تلك الوجبة لا بروتوكولات ولا' إتيكيت' تماما مثل الحالة التي يكون عليها أحدهم عندما يريد توصيل رسالة من عينة' إبحث لنفسك عن عدو' فإذا زاد الأعداء في الداخل فابحث عن عدو خارجي أو اصنعه بطريقة' الهاند ميد' فلا شئ يعلو علي مصلحة الجماعة التي قادته إلي تحذير الإماراتيين بأن' تسونامي قادم من إيران وليس من مصر, والفرس قادمون, وهتصبحوا عبيدا لديهم'. وما حدث مع الإمارات سبق مع المغرب عندما قال إن لجنة القدس ضعيفة ولا دور لها مقللا من مواقف الملك محمد السادس التي يترأسها, وكأنه كان يريد من ملك المغرب أن يحاصر اليهود في ستاد الدار البيضاء كما حاصرتهم حشود الإخوان في ستاد القاهرة, وساعتها ردت عليه وزارة الخارجية ووكالة بيت مال القدس وهددت بموقف مشدد إلا أنها وتقديرا لمصر وليس الإخوان اكتفت بتذكيره بتصريحاته النارية التي تتساقط منها قطرات حب القدس والدفاع عنه عندما طالب بعودة اليهود المصريين من إسرائيل باعتبارها الحل الأمثل للقضية الفلسطينية, وكذلك مخاطبات الرئاسة المصرية للصديق الوفي شيمون بيريز. ليس مهما أن يخطئ العريان ولكن الأكثر أهمية أن يسارع رئيس حزبه إلي التأكيد بأن تصريحاته تعبر عنه وحده وكأنه يذهب لمجلس الشوري ليمثل نفسه كحزبي مستقل رغم أنه يشغل منصب نائب رئيس الحزب, لكن لا اندهاش مع الإخوان ولا العريان الذي يفاخر بأن جماعته قدمت مشروعا هو ا?قرب للتطبيق الديمقراطي وممارستها السياسية والدبلوماسية في أزهي عهود الحرية والشراكة ومراعاة المصالح المشتركة! مشكلة قادة الإخوان أنهم يتعاملون مع السياسة والدبلوماسية كأعضاء لجانهم الإلكترونية الذين يبيحيون كل الأشياء أحيانا ثم يحرمونها أخري ويجعلونها من الأمور المشتبهات في ثالثة وكله حسب اتيكيت الجماعة وبميزان مصالح الأهل والعشيرة.