ما أكثر صفحات الفساد في تاريخ بني البشر... وما أفدح جرائم القتل والاضطهاد.. لكنها علي كثرتها وفداحتها فإن العلة الكامنة وراء ذلك كله السبب المستتر من شعور المدبرين بضعف نفوسهم. وهو انهم أمام ضمير التاريخ وأمام بلدانهم, فلما تكشفت سوءاتهم راحوا يتخلصون من كل توهموا زورا وبهتانا بانهم وراء هوانهم وضعفهم, لأن الحقيقة الواقعة في نظر الحق أنهم أشد شعورا بالمهانة والضعة والذلة من ذكري ماضيهم المأسوف عليه في كل عصر منذ نشأتهم. لعل ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هذه الأحداث الدموية أو الإرهابية التي دشن أوانها سقوط جماعة( الإخوان) الذين سخروا أنفسهم- عن قصد أو غير قصد- لخدمة أعداء الإسلام والوطن معا فقد ابتليت مصر بالسطو( الإخواني) علي السلطة في غيبه ضمير الزمن أو في غفله الأحداث فرأيناهم يديرون دفتر الحكم نحو تغيير المعادلات الإقليمية وليس نحو تغيير المعادلات الداخلية نحو التقدم أو حتي النهضة المزعومة التي أعلنها وكيلهم في الرئاسة, الأمر الذي جعل المتحدثة الخارجية الأمريكية( جينفرساكي) تقول إن حكم مرسي لم يكن ديمقراطيا, مؤكدة برأيها أن الديمقراطية ليست فقط مجرد الفوز بالتصويت في صناديق الاقتراع. ومع ذلك فقد وجدت الإدارة الأمريكية ضالتها في اولئك النفر( الجماعة) كبديل لحكم هذه المنطقه بعد انتهاء فترات النظم الاستبدادية, إذ رأت أن هذه( الجماعة) فرصة نادرة قد لا تتكرر لمصلحة( إسرائيل), وإن كانت هذه الجماعة تطلق الشعارات المعادية لإسرائيل والخطب الحماسية, وهي أصلا لا تعني مضمون ما تطلقه ضد( إسرائيل) أو ضد المصالح الأمريكية, وبالتالي كانت الإدارة الأمريكية حريصة كل الحرص علي البحث عن هذا البديل الذي طالما انتظرته منذ أن أشار إلية وزير خارجيتها( فوستر دالاس) في العام الخامس والخمسين من القرن الماضي. من ناحية أخري فإن هذا البديل( الجماعاتي) المرتكز علي نوع من أنواع الدجل السياسي المستتر بمسوح الدين الإسلامي سوف يهوي بالبلاد إلي حيث هوت الصومال وأفغانستان والسودان والعراق, كما أن هذا البديل( الإخواني)- إذا استمر في الحكم- سوف يحقق النتائج الأمريكية المرجوة من نشوب حروب دينية مع من ينتمون الي نفس الدين من( علمانيين وليبراليين) وغيرهم من أصحاب الديانات الأخري, وبالتالي فإن الجائزة الكبري نشوء مجتمعات منقسمه علي نفسها ترفع شعار الحروب الأهلية بدلا من استقرار ديمقراطي ينشل البلاد من التخلف. ثم تتبقي الخطة الأعظم في استلاب هذه( الجماعة) دفتر الحكم من أنهم قد حرصوا منذ البدء علي اللعب علي متغير واحد هو الطرف الخارجي الذي لم يكن يوما حياديا أو نزيها لا فرق, بل دائما ما كان يأتي بالخراب والدمار للمنطقة التي يحل بها. لذا كانت جماعة( الإخوان) بمثابة المنجم الاستراتيجي لإسرائيل وأمريكا معا.. إنه الشرك( الأمريصهيوني) لاثارة الاحقاد والطائفيات واستغلال عطش الشعوب للحرية والعدالة, ثم إنها لا تتورع أي أمريكا- عن مسانده طرف ضد آخر وامداده بالسلاح وتقويته ما استطاعت لذلك سبيلا,. فلا عجب ألا يوجه الرئيس الامريكي لوما واحد إلي وكيل( الجماعة) القائم بأعمال رئيس الجمهورية, بل وجه إليه كل الشكر والامتنان لحسن تعامله مع( حماس واسرائيل)..ولم لا, أي جماعة الذين سارعوا بإرسال مندوبهم إلي واشنطن لتأكيد احترام الاتفاقيات مع( إسرائيل) وقد تم ذلك في الوقت الذي كان كبيرهم( المرشد محمد بديع) يدعو للجهاد في سبيل الله لاسترداد القدس والأقصي. وقد أكد ذلك في رسالته التي أطلقها في الحادي عشر من أكتوبر2012 م وهو ينادي علي الأمة الإسلامية أن تتحد من أجل القدس مؤكدين أن الله سيخلص الأرض من رجس الصهاينة وفسادهم.. ليعلم المسلمون وليستيقن المؤمنون أن استرداد المقدسات وصون الأعراض والدماء من أيدي اليهود لن يتم عبر أروقة الأممالمتحدة ولا عبر المفاوضات, فالصهاينة لا يعرفون غير أسلوب القوة, ولا يرجعون عن غيره, إلا إذا أخذوا علي أيديهم ولن يكون ذلك الإجهاد مقدس وتضحيات عالية وكل صور المقاومة. ومع ذلك لم تفكر( الجماعة) في إلغاء الاتفاقيات مع( إسرائيل) وأهمها كامب ديفيد, ثم هوت( جماعة المرشد) بعد ما نزلت الشوارع المصرية والميادين ملايين الناس التي لم ير مثلها التاريخ بشهادة المحللين والمتخصصين, بعدها تصاعدت صيحات التنديد من الأتراك, وأقامت قطر المأتم, وتحسرت إيران غيظا وكمدا, واضطربت حماس ومن شايعها, كل ذلك من أجل الخسارة الفادحه وضياع الامال فضلا عن الذعر الامريكي والارتباك الشديد في إدارة( العم السام) بتوقيع( أوباما) الحليف الأعظم( للجماعة) وصلته بالتكبات الإخوانية وممول نهضتهم الوهمية, وما دمنا في شهر الإرهاب الأكبر( سبتمبر) حيث الحادي عشر من الأشهر, فحري بنا أن نعرج علي ذكريات هذا اليوم المتزامن مع إرهاب( الجماعة) فهو اليوم الذي اعتبره النظام العالمي الجديد بوابة استباحية الشعوب الآمنة واستغلال ثرواتها وتحطيم جيوشها بزعم القضاء علي الإرهارب. فلا يختلف عاقلان أن الأمريكيين قد نجحوا في استقطاب الجماعات الدموية المتسترة بالدين من أجل استباحة الدماء والحرائق والاجتياح والفوضي باسم الدين أو الشرعية لا فرق ولا ننسي هنا ما أعلنته( هيلاري كلينتون) وزيرة خارجية أمريكا السابقة عندما قالت نحن أنشأنا القاعدة وصنعنا الإرهاب, وليست قولتها بغريبة أو جديدة, فالعالم أجمع يعلم أفاعيل( العم سام)بدعوي أي دعوي كالدمار الشامل أو ذريعة ولو من باب الخيال من اجل تحقيق مصالح معلنة وغير معلنة تحت مظلة( مكافحة الإرهاب), وحسبنا وهي علي وهم من خرافة تحطيم برجي التجارة تحطيما شاملا باصطدام طائرة فمن ذا الذي يقتنع أن هذين البرجين بعظمة التصميم وضخامة البناء وفولاذية التسليح وغير ذلك يهوي في لمح البصر بطائرة, فأي طائرة هذه مهما عظم شأنها تطيح بمثل هذه البناء. ولعله الوهم والخداع والتضليل والذريعة فتعالت أصوات الشرفاء تعلنها صريحة من أجل الحقيقه فهذا( مورجان رينولدز) الأستاذ بجامعه تكساس يقول: أن أحداث(11) سبتمبر كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الإدارة الأمريكية للهيمنة علي العالم وهذا أحد أقطاب القانون من الأمريكيين يقول إن إدارة بوش الابن يحتمل أن تكون إما أنها سمحت بحدوث هجمات سبتمبر, وإما أنها تآمرت لتنفيذها بهدف تسهيل تطبيق مشروعها المسبق ثم نراهم ينشرون الأوهام تباعا في شكل تقارير أو شهادات بعض المسئولين من اجل نهب الدول وتفتيتها وبعد بحث واهتمام أصبحت( القاعدة) هي صاحبة هجمات سبتمبر, وبالتالي فالجماعات الجهادية الإسلامية أو الإسلام سبب الإرهاب في العالم وهو العدو الأوحد للنظام العالمي فهل يعقل أن تنظيما مهما تكن كفاءته يستطيع الهجوم علي البرجين ووزارة الدفاع الأمريكية في يوم واحد, بل في وقت واحد إنه الحدث الأعجب في هذه الالفية والسر الأعظم تنهال البرامج والعداوات ضد الإسلام والمسلمين ثم احترقت إدارة( العم سام) التقاط جماعات إسلامية رسما وشكلا وجدت ضالتها فيهم لتحقيق المؤامرات وتنفيذ المخططات المتراكمة منذ عشرات السنين فأنفقت المليارات فانفتح الكنز( الجماعاتي), لكن الله تعالي سلم.. وبعد: فلماذا لا تكون هذه الأحداث نذير يقظة فتعدل من نفوس هؤلاء حسب القوانين العامة التي غرسها الله سبحانه في العالم حتي يلائم بينه وبينها ويشعر كل واحد بعقوبة الدنيا والآخرة فيتجنب إحداث الفوضي وارتكاب الجرائم ويصحح تصوراته العقائدية ويتصالح مع العباد ورب العباد فالدين ليس كل شيء في الحياة حتي يضيع الزمن زخرفها فهناك حياه الروح التي تستحق التفكير والتسامح فالحقائق لا تزول بالأوهام. رابط دائم :