أكد ديننا الإسلامي وكل الرسالات السماوية أن نعمة العقل والتفكر هي حجة الخالق علي عباده وبالتالي فليس من المعتبر أن يترك أي منا عقله للآخر ويسلمه له انها جريمة الجرائم تلك التي جعلت أصحاب العقول أو ما يفترض ذلك.. أن يستبيحوا دور العبادة بالانتهاك والحريق وهم ابدا يخلعون علي أنفسهم صفات التدين في المظهر وباللسان.. بينما القلب مشغول بالسلطة والعقل المستعار لدي اقطابهم.. فمنذ متي استحلت الناس أماكن العبادة أكلا وشربا واقامة واحراقا وتدنيسا وتحريضا وتهديدا و... و...؟ هل هي القراءة الخاطئة للمشهد العربي علي العموم.. والحداث المصرية علي الخصوص؟.. أم هي تغيرات مناخية قلبت فصول الأيام؟!.. الإجابة عن السؤالين تدو أشبه بوجهي العملة الواحدة.. نعم, فالقراءأة للمشهد المصري قراءة صادمة.. وما اصطلحنا علي تسميته( بالربيع العربي) كان حري بنا أن تكون التسمية( الخريف العربي) لولا أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالي. فما أعظمها من نكبات داميات أوشكت علي التأكيد أن القتل أصبح سيد الموقف والدماء علي كثرتها عنوانه ورايته..!! فلا يرتاب أحد أن أحوال العرب السياسية في دولة( الخريف) عاصفة وقد تستمر هذه العواصف إلي ما بعد ما يسمي بالمرحلة الانتقالية.. فالأحداث دامية جسيمة فلا تعطينا القدرة علي تصور القادم.. مشاهد متلاحقات رسمت خريطة الأحزان هنا وهناك.. وانتحرت آمال ثورة مصر علي ايدي( جماعة) أصرت علي عقاب شعب مصر أو الانتقام منه لا فرق فاندفعت نحو تأميم البشر والحجر تأميما( إخوانيا) ومن يستعصي علي الأخونة فهو كافر..!! شعب مصر الطيب بفطرته سرعان ما يتناسي الأسي علي أمل العيش الرغيد.. لكن ذاكرة الأيام لا تنسي التاريخ الأسود لهذه( الجماعة) منذ النشأة.. فهم وكلاء فيما أري الاغتيالات والخراب علي مدي الفترتين( الملكية والجمهورية).. فما رأيناها تصالحت مع حكومة من حكومات مصر منذ قرابة القرن من الزمان..! ثم شاءت المقادير أن تختلس هذه( الجماعة) مقاعد القيادة وهم قبل ارهاصات الاختلاس يتوعدون مصر بالحرق والدمار.. وهذه نائب( كبيرهم) يؤكد قائلا: الثورة المقبلة ستكون أقل سلمية وأكثر عنفا في حال فاز شفيق..!! انها ديمقراطية( الجماعة) التي احتالت علي مطالب ثورة يناير بترسانة أسلحتها( المادية والمعنوية).. لذا.. فلا يجوز مطلقا أن تتنازل وسائل الإعلام ذكر هذه( الشرذمة) بمسمي( الإخوان) أو وصفهم بصفة الإسلام.. فانهم لا يعرفون منه سوي الشكل وربما الاسم معرفة مشوهة مقلوبة.. فلا يختلف عاقلان أن أفعالهم علي مدي حكمهم وبعده أفعال الكفار( الحرق القتل السحل التخابر الخيانة الكذب .... ...)! فلا يزعم زاعم أن هذا من باب الافتراء عندما أشرنا في مقالتنا السابقة إلي أنهم( أحفاد مسبلمة).. هل يرتاب أحد أنهم انحرفوا عن المنهج القويم للإسلام فاستباحوا كل حرماته لتحقيق أهدافهم باصرار لم نعهده في مصر.. حسبنا انهم اغتصبوا الحكم بمؤامرات خارجية وداخلية.. فاعادوا للذاكرة سلوك ورثة الكفار بممارستهم العنف والإرهاب.. ومما يزيد سلوكهم دهشا أنهم علي مدي سنة حكمهم لم يوثقوا علاقاتهم توثيقا مريبات سوي بأمريكا وإسرائيل وغيرهما ممن يعاونوهم علي تحقيق الأهداف الباطنة للمشروع( الأمريصهيوني).. فاحتكروا القرار السياسي وافتعلوا الأفاعيل للهيمنة علي شعب مصر وفرض مفهومهم الكسيح للإسلام السياسي والتوكيد علي أخونة الجميع( المسلم والمسيحي).. فانفجرت من أعماقهم مكنونات النفس الشريرة التي تضم الكراهية لغير( الإخوان) باعتبارهم الخصم العلماني والعدو الكافر.. فاهدروا الدماء وهانت عليهم الأرواح خاصة من ابناء القوات المسلحة وأشعلوا الحرائق وانتهكوا حرمات دور العبادة المسيحية والمسلمة.. ثم تجاسروا علي رب العباد فزعموا نزول( سيدنا جبريل) عليه السلام, ليساند رئيسهم.. ثم افتروا علي سيد الخلق صلي الله عليه وسلم وجعلوه ينادي بالاسم علي نفس الرئيس ليؤم المصلين بما فيهم سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم..!! يجاهرون بالمعاصي والبهتان ثم يؤمنون.. وليعلم ابناء مصر الطيبين أن هناك فرقا بين الجهاد والإرهاب: فالجهاد دفاع مشروع لصد أي عدوان, وهو رخصة لولي الأمر أو الدولة وليست للأفراد, فالشأن يتعلق بالحرب.. بينما الإرهاب ما تقوم به الجماعات أو الأفراد علي نحو ما عايشناه طوال السنة السوداء من حكم أولئك( المتأسلمين).. سنة حققت( لإسرائيل) ربيعا لم تكن تحلم به منذ نشأتها في السنة الثامنة والأربعين من القرن الماضي..!! والا فليشرح لنا أحدهم سبب انزعاج قادة( إسرائيل وأمريكا) لسقوط( المعزول) وتصريحاتهم المشينة لهم ضد مصر الحضارة والتاريخ..!! وهكذا ستظل الديمقراطية ومطالب ثورة يناير معطلة لحين اشعار آخر.. اشعار يؤكد ابادة كل( قطيع يروع الآمنين ويحرق دور العبادة ويسحل رجال الأمن بعد قتلهم ويستعذب الدماء ويتوعد فيوفي الوعد...!! فهل يعي أصحاب القرار الآن أن مرحلة الانتقال تحتاج إلي الجمع بين صلابة الارادة ورجاحة العقل.. وعلي الآخر أن يدرك أن مصر لن تنام بعد اليقظة.. ولا تستذل بعد أن عرفت نفسها.. ولن تستسلم بعد أن ادركت قوتها..!!