أكثر من شهر.... مضي.. ولم يحدث أي اتصال بيني.. وبين صديقي النجم.. بعد آخر لقاء له مع الطبيب النفسي الذي يعالجه من سيطرت شخصية القاضي الذي كانت تسيطر عليه. وحكي لي آخر أحداث الجلسة التي كانت معه.... عند الطبيب.. والذي أعلن فيها أن هذا الطبيب يصلح أن يكون ممثلا.. ومخرجا.. ومدربا لفن التمثيل.. ولقد تعودت أن لا أتصل بصديقي نجم المشاكل.. ولكن عليه هو أن يتصل بي... المهم.. أكثر من شهر لم يحدث بيننا أي اتصال... وكنت أنا في مهمة خاصة طوال هذه الفترة.. مهمتي كصحفي.. وفنان.. وكناقد فني.. وبعد إنتهائي من مهماتي بالإسكندرية.. أخذت طريقي بسيارتي لأعود إلي القاهرة وفي أثناء عودتي... وأنا في طريقي عودتي رأيت عن بعد زحاما كبيرا.. وكان الوقت ليلا.. وكانت هناك أضواء وسيارات.. ومجموعة كبيرة من البشر تتحرك بشكل خاص.. أعرفه تماما عندما يكون هناك تصويرا في الطريق الصحراوي أو أي مكان يتم فيه تصوير مشاهد سينمائية أو تلفزيونيا وكان طبيعيا أن أسير بهدوء بسيارتي.. حتي إقتربت من دائرة التجمع والإضاءة وجموع الفنيين الذين يقومون بتصوير مشهد مطاردة... وتوقفت بعيدا عن مكان حركة المطاردة أراقب عن بعد.. مايحدث!! سيارات شرطة تطارد سيارة سودان فخمة وبداخلها شخص لم أتبين ملامحه.. لبعد المسافة بيننا... ثم إستطاعت سيارات الشرطة اللحاق بالسيارة السوداء.. وأحاطت بها بعد أن توقفت وأنطلق رجال الشرطة خارج سياراتهم.. وظهر ضابط الشرطة وفي يده ميكروفون ليعلن لمن هو داخل السيارة السوداء المحاصر أن يخرج من السيارة رافعا يديه وبدون أي مقامة.. وفتح راكب السيارة السوداء باب السيارة رافعا يديه ليسلم نفسه للشرطة... وتم القبض عليه.... وكبلوا يديه بالحديد.... وإنتهي المشهد.. وإتلأ المكان بدوي التصفيق!! واقتربت من مكان التصوير بعد أن أخترقت حصار المجاميع التي تشاهد التصوير. واقتربت إلي بطل المشهد وهو يحيي الجماهير.. وكانت المفاجأة.. أن المتهم الذي قبض عليه بعد المطاردة كان هو صديقي.. نجم المشاكل.. الذي سيطر عليه دور القاضي... وذهب للطبيب للعلاج.. ولم أتمالك نفسي.. عندما شاهدته في هذا المنظر وهو يقبض عليه ويكبل بالحديد... كمتهم ويقبض عليه البوليس.. واندفع صديقي إلي وهو يضحك وهو في عنفوان انفعاله... بالمشهد الذي تم تصويره.. وصفقت الجماهير لمشهد اللقاء الذي تم بيننا!! وسرت معه.. بعيدا عن الجماهير.. ومكان التصوير ووقف معي بجوار سيارتي.. وقبل أن أركب سيارتي وأنطلق.. بادرني بالمفاجأة قائلا.. أنا هنا أقدم في هذا الفيلم الذي أصوره شخصية مجرم عنيد... هارب من العدالة بعد أحداث رائعة في الفيلم... وهذا ثالث فيلم أصوره وأصور باقي الأفلام الثلاثة.. وأنا آسف لإني إشغلت جدا في تصوير الأفلام.. وهذا الفيلم بالذات ولم أستطع الاتصال بك لأبلغك بما حدث لي.. مع الطبيب!! سألته..؟ وأين القاضي الذي بداخلك.. والذي طويلا.. وسيطر عليك ولم تستطيع الخروج منه وكنت أنا في انتظار أخبار علاجك عند الطبيب.. صديقي الذي أرسلتك إليه؟! قال صديقي نجم المشاكل.. بمرح المتفائل.. لقد حكمت المحكمة النفسية بالبراءة.. واستطعت أنا وطبيبك النفسي الصديق الوفي أن أعود إلي الوعي.. هروبا من اللاوعي الذي كنت أعيش فيه!! قلت له.. مبروك ياصديقي النجم الكبير.. وأرجو أن لا يمتلكك هذه المرة دور المجرم العتيد.. ويسيطر عليك!! وصاح صديقي ضاحكا.. لن يستطيع أي مجرم أن يحتل مكان شخصية القاضي... فقد حكم القاضي بالبراءة..!! وانتهت حكاية صديقي النجم مع احتلال شخصيات الممثل عليه.. ويعيش في هواها!! رابط دائم :