الجنرال الراحل محمود الجوهري الذي مرت ذكراه الأولي في صمت داخل مصر فيما كان الحدث مختلفا في الاردن حيث كانت آخر دولة يتواجد فيها الجوهري, فنعاه الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم رسميا, وأعاد الحداد للكرة الاردنية بمناسبة رحيل الجوهري وأكد انه وبعد مرور عام لايزال مع الاردنيين يتذكرون البصمة الكبيرة التي حققها الرجل مع الكرة الاردنية وصعوده بالمنتخب الاول ولأول مرة في تاريخهم الي كأس الامم الاسيوية ثم تولي الاشراف علي الكرة الاردنية وتطويرها لستة اعوام كاملة. المثير ان التكريم جاء من الاردن التي لم يحقق فيها الجوهري أكثر من10% مما حققه في الكرة المصرية خاصة كمدير فني للأهلي والزمالك والمنتخب الوطني لعدة أعوام. عام علي رحيل الجوهري والملايين يتذكرونه هذه الأيام مع اقتراب المنتخب الوطني من تحقيق حلم الصعود لنهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل بعد بلوغ الدور الثالث والاخير مع الأمريكي بوب برادلي المدير الفني. فالجوهري هو كاتب اهم إنجازات الكرة المصرية علي الاطلاق عندما كان مديرا فنيا للمنتخب الذي حاز علي بطاقة الصعود الي نهائيات كأس العالم في إيطاليا عام1990 بعد الفوز التاريخي علي منتخب الجزائر بهدف مقابل لاشيء سجله حسام حسن في ليلة السابع عشر من نوفمبر1989. وهو إنجاز لم يحققه مدير فني من بعده وكذلك لم يحققه المنتخب سوي مرة واحدة قبله وكانت بالصعود لكأس العالم عام1934 في ايطاليا بعد تصفيات مع منتخب فلسطين وقبل ظهور الاتحاد الافريقي والتصفيات الصعبة. والجوهري أيضا هو المدرب الوحيد في تاريخ الكرة المصرية الذي حقق كل الالقاب والإنجازات, فهو مع المنتخب الوطني لم يصعد الي كأس العالم فقط بل حقق لقب كأس الامم الافريقية عام1998 في بوركينا فاسو ونال مع الفراعنة أيضا كأس العرب عام1992 بخلاف قيادة المنتخب الاوليمبي في العام نفسه للصعود الي دورة الالعاب الاوليمبية في برشلونة ليصبح الوحيد الذي حقق كل الانجازات برفقة المنتخب الوطني. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, فالجوهري هو المدرب المصري الوحيد الذي تولي تدريب القطبين الاهلي والزمالك. ومع الأهلي ناديه الذي تربي بين جدرانه قاد الجوهري الشياطين الحمر للفوز بأول بطولة قارية في تاريخه عندما توج الجيل الذهبي للاهلي يتقدمه طاهر أبوزيد ومحمود الخطيب ومصطفي عبده ومصطفي يونس واكرامي ومختار مختار للفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا عام1982, وبعدها ب11 عاما قاد الزمالك للفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا أيضا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح معه الزمالك أول فريق مصري يتوج بطلا لكأس السوبر الإفريقي بالفوز الشهير علي الاهلي بهدف أيمن منصور في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا عام1994. وبخلاف الإنجازات التدريبية فالجوهري هو أول من ادخل لمصر مفهوم الاحتراف الذي فشل المسئولون المتعاقبون علي ادارات الكرة سواء في الجبلاية او الاندية في تطبيقه وكان ذلك عقب المشاركة المثيرة للمنتخب في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام.1990 وكتب العام الأول بعد وفاة محمود الجوهري أحداثا مثيرة خاصة لأبنائه ممن قدمهم كلاعبين او تدربوا تحت قيادته وكانوا رموزا للكرة المصرية بمستواهم المميز وانجازاتهم التاريخية. فالجوهري بعد عام من وفاته أصبح أحد أهم تلاميذه وهو طاهر أبوزيد لاعب الكرة الشهير في الثمانينيات وزيرا للدولة لشئون الرياضة ليصبح أول لاعب كرة يتولي هذا المنصب الكبير. وطاهر أبوزيد كان احد ابرز المواهب الصاعدة قبل ان يتم عامه العشرين التي اعتمد عليها الجوهري في تشكيلة الاهلي عند إحراز لقب بطل دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخ النادي عام1982 وكان نجما في تشكيلته التي شاركت في نهائيات كأس العالم وهي مشاركة تحسب للجوهري الذي ضم أبوزيد وقتها للمنتخب رغم الخلافات الواسعة التي كانت تجمع بينهما. ولم يتوقف الأمر عند الصعيد الاداري بل امتدت الي نجاحات لأبنائه من جيل المونديال في ايطاليا عام1990 أو الاجيال التالية التي تدربت تحت قيادته خلال مسيرتها في عالم التدريب سواء من خلال تولي تدريب كيانات كبري أو تحقيق انجازات سريعة ويتصدر المشهد هنا حسام حسن ابنه المدلل ولاعبه الأول ل14 عاما قاد فيها الجوهري المنتخب الوطني, وتولي حسام حسن47 عاما منصبا سبق للجوهري ان شغله بين عامي2006,2004 وهو منصب المدير الفني للمنتخب الأردني الأول والمثير ان الجهاز الفني للمنتخب العربي يضم توأمه ابراهيم حسن مدربا عاما بعد مسيرة دامت سنوات في العمل الاداري كمدير للكرة في العديد من الاندية, وهو ابن من أبناء الجوهري كما يضم الجهاز طارق السعيد في منصب المدرب المساعد وهو لاعب شارك دوليا برفقة المنتخب مع الجوهري عام2001. وينتظر حسام حسن المدير الفني للمنتخب الاردني تحديا كبير بملاقاة أوزبكستان غدا الجمعة في ذهاب الملحق الأسيوي المؤهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل. وهناك أيضا ربيع ياسين52 عاما المدير الفني السابق لمنتخب الشباب والذي كتب أكبر انجازاته التدريبية عندما قاد المنتخب للفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب تحت20 عاما في الجزائر مطلع العام الجاري وصعد لنهائيات كأس العالم في تركيا التي أقيمت في يونيو الماضي ولم يحالفه فيها التوفيق وداخل مصر أصبح أبناء الجوهري هم الاكثر تواجدا في الخريطة. وأبرزهم محمد يوسف42 عاما المدير الفني الحالي للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي الذي تولي المهمة قبل اشهر قليلة عقب استقالة حسام البدري ونجح يوسف في تقديم أوراق اعتماده كمدرب شاب سريعا, ونال ثقة ادارة النادي بالحصول علي عقد لموسم كامل, وكان يوسف منافسا قويا علي لقب الدوري الممتاز في الموسم الماضي2013/2012 وصعد للدور النهائي من قبل الغاء الموسم كما يقود الاهلي حاليا في منافسات دوري أبطال أفريقيا ويتواجد به علي قمة المجموعة بمشاركة اورلاندو بيراتس بطل جنوب أفريقيا محاولا التأهل الي الدور قبل النهائي. وهناك هاني رمزي43 عاما المدير الفني الحالي لفريق وادي دجلة والذي نجح في النصف الثاني من الموسم الماضي في تجربته مع ليرس البلجيكي وقاده للهروب من فخ الهبوط للدرجة الثانية ثم عاد الي مصر وتولي تدريب وادي دجلة الذي كان يعاني من الهزائم وتراجعه في جدول ترتيب الدوري وحقق معه نجاحا سريعا وأنقذه من الهبوط قبل ان تلغي منافسات الدوري المصري. نفس السيناريو كرره إسماعيل يوسف48 عاما المدير الفني الحالي لفريق الإنتاج الحربي الذي حقق نجاحا سريعا مع الانتاج عندما تولي تدريبه في فترة قصيرة الموسم الماضي ولكن جاء إلغاء الموسم ليمنح اسماعيل يوسف فرصة كاملة في بناء فريق جاهز للإنتاج يخوض به الدوري في الموسم المنتظر. ومن ابنائه أيضا يوجد علاء نبيل51 عاما أشهر مساعد للجوهري سواء في المنتخب الوطني أو المنتخب الاردني, ومن المقرر ان يظهر علاء نبيل في الصورة خلال دوري الموسم المقبل بعد أن تولي تدريب الفريق الكروي الأول بنادي المنيا خلفا لشديد قناوي والذي حاز علي بطاقة الصعود لعالم الأضواء. وللجوهري العديد من التلامذة ممن يعملون خارج مصر حاليا مثل حسام البدري الذي ظهر كلاعب كرة تحت قيادته في الاهلي بمطلع الثمانينيات والذي يتولي تدريب فريق أهلي طرابلس الليبي وكذلك هناك أشرف قاسم الذي يتولي تدريب فريق صور العماني.