غاب الحشد وحضرت البذاءات والشتائم هذه هي الحقيقة التي تجلت في مسيرات الاخوان امس لتكشف للاسبوع الثاني علي التوالي انهيار شعبية الجماعة وتراجع انصارها, واتباعها, في مؤشر يؤكد انها الي زوال لتغلق صفحة سوداء في تاريخ مصر, وتطوي مرحلة دموية ارهابية لم تشهدها البلاد من قبل. فقد عكس حجم المشاركة الشعبية المتواضعة في المسيرات التي جري الاعداد والحشد لها منذ أسابيع عدة حقائق مهمة في مقدمتها ان المختطفين ذهنيا من قبل الاخوان بدأوا يكتشفون حقيقة هذه الجماعة, التي سقطت عنها الاقنعة, وثبت زيفها, وظهر كذبها وادعاءاتها واكتشفوا انهم وقعوا ضحية اكاذيب وتضليل من هذه الجماعة ولم يعد هناك مشروع يتم الدفاع عنه ولم يعد امامهم سوي الرجوع الي الحق, والعدول عن هذه الأكاذيب, كما ان سقوط قادة الارهاب ودعاة العنف من قيادات الجماعة في قبضة الامن أربك كل الحسابات وقطع كل الاتصالات مع الوحدات القاعدية للاخوان, مما أفقدها القدرة علي السيطرة والحشد. يضاف الي ذلك تصاعد الغضب الشعبي ضد الجماعة, ورغبة المواطنين في عودة الامن والاستقرار للبلاد واستئناف الحياة الطبيعية التي اصبحت حلما لملايين المواطنين الذين يتوقون الي العيش الآمن, والانتهاء سريعا من العملية السياسية التي تنتهي بانتقال ديمقراطي للسلطة. يضاف الي ذلك ان مسيرات العار أمس كشفت ألاعيب الاخوان ومحاولاتهم البائسة, وتحايلاتهم اليائسة لكسب تعاطف المواطنين, إذ انهم رفعوا لاول مره صور شهداء للثورة الذين قتلوا بأيدي الإخوان أمثال محمد جيكا, والحسيني أبوضيف في محاولة مفضوحة لغسل ايديهم من دماء هؤلاء الشهداء بل واستغلالهم في عملية تضليل وخداع مكشوفة. ولعل الملاحظ ايضا في مسيرات العار الغياب التام لأعلام مصر التي كانوا قد رفعوها بعد ان وجهت لهم انتقادات اثناء رفعهم للاعلام السوداء والشارات الخضراء في مظاهراتهم السابقة, وعلي استحياء عادوا لرفع الاعلام المصرية وما لبثوا بعد سقوط المعزول في ثورة الثلاثين من يونيو ان احجموا عن رفعها ليرتدوا الي اصلهم كجماعة تجهل فكرة الوطن ولا تدرك قيمة الاوطان. لكن هيهات ان يغيب علم مصر عن الشعب المصري الذي نزل بالملايين في الثلاثين من يونيو منتفضا ضد هذه الجماعة الفاشية التي خانت الوطن ليظل هذا العلم رمزا للوطنية المصرية, وللدولة المصرية صاحبة التاريخ والحضارة, خفاقا عاليا رغم انف المتآمرين, الخائنين. حفظ الله مصر من كل سوء [email protected] رابط دائم :