عقب سقوط الديكتاتور مبارك تصاعدت رقاب مجموعة من تجار الدين و دعاة الطائفية و ساكني السراديب و الكهوف و قد ساهمت ملابسات عده في تصدر هولاء الاراجوزات للساحة السياسية و الاجتماعية المصرية تأكدت بوصول مندوب جماعة الاخوان المتأسلمين الى رأس السلطة .. و قد اعتاد هولاء المتاجرة بشعارات و قيم دينية عازفين على اوتار حساسة في قلوب اغلب المصريين .. ونالوا التأييد المطلوب عبر حشد جرى تجميعه بالتضليل و ترديد الاكاذيب و الاصرار عليها .. ويأتي من ضمن ما روج له المتأسلمين ان وصولهم للسلطة يعني قيام دولة العدل و الرحمة و ان كنت تعتقد ان من يروجون للاكاذيب و يتاجروا بالشريعة و يقايضوا على دم افضل و اشرف من كانوا بيننا هم دعاة عدل فلا قدرة لبشر على افهام من طمس الزيف اعينهم و ختمت الاهواء على قلوبهم فابداً ان يستطيعوا ادراك الحقائق .
دولة العدل يا سادة لا تُقيم مواطنيها حسب انتماءتهم الدينية او السياسية ولاتحابي الاهل و العشيرة على حساب باقي مكونات المجتمع بكل ما تمثله من تنوع .. دولة العدل يا سادة هي دولة لا تعرف الميلشيات ولا تقبل تجاوزات أمثال ابو اسماعيل و تبجحه ولا تصم اذنيها عن دعوات الطائفية و اطلاق البذاءات ممن يصفون انفسهم خطأ بالدعاة .. دولة العدل لا ترث نظام فاسد فاشل مستبد فتسير على نفس خطاه و تُطبق ذات سياساته .
دولة العدل لا تدهس القانون و تُرهب القضاه و تمارس التزوير الممنهج رغبة منها فقط في المزيد من الهيمنة و الاستئثار بكل مراكز القوة و القرار .. اتركوا لنا بعض من القيم في حياتنا دون ان يلحق ما لحق بسائر قيمنا من تشويه و لبس ولا تركنوا الى فوز ليس بدائم و مغالبة لا تحمل اي من ادبيات الاستمرار فبعزة من اسقط الفرعون و قد كان و عصابته يعتقدوا انهم في سلطانهم مخلدون و ها هي قد فقدوا كل شيئ ستلاقون نفس المصير لانكم عنهم لا تختلفون و ستعود مصر لاهلها لا تتحابي فيها عشيرة ولا يديرها من وراء الستار مكتب ارشاد لجماعة .
كلمة اخيرة مصر ستبقى مصر بكل تنوعها و سماحة اهلها و لن تكون ابداً وهابية كما تبغون .. مصر باقية و الجميع راحلون .. و اتركوا الحديث عن العدل لمن هم لصحيح معناه و مقصده مدركون .