نظرت الي زوجتي باستغراب و دهشة و هي غير مصدقه اني اطالبها بالذهاب للادلاء بصوتها في الاستفتاء و محاولاً شرح لماذا يجب ان نقول لا و تنبع دهشة زوجتي من كونها حامل في شهرها الاخير و هي تدرك بغير ادنى شك كم خوفي عليها خاصة في هذا التوقيت الحساس و الحقيقة اني والى وقت قريب كنت ممن قرروا المقاطعة غضباً و يأساً و اسمئزازاً من كم المهازل و السخافات التي صاحبت وصول الاخوان للسلطة بعدما سبق ذلك قفزهم على النجاح الاولي للثورة و متاجرتهم بدماء ابطالها و اتى انفراد نظامهم بوضع البلاد على شفا الحرب الاهلية كأحد التطورات الطبيعية للتآمر و ان كل ما حدث ان وصول الاخوان لهرم السلطة قد عجل بسقوط ما تبقى من اقنعة ..
حتى اتت احداث الاتحادية و هالني كم الفُجر و الاجرام الذي جاهرت بهما دراويش الجماعة و ميلشياتها مدفوعين بخطابات تحريضية عدة من قادتهم و اسيادهم و جاء خبر وفاة الصحفي الشهيد الحسيني ليقضي تماما و بالكلية على رغبة المقاطعة و يجعلني اتمنى لو ان لي الف ولد و بنت لاقدمهم معي في قوائم الصارخين بلا و ما هذا بكثير على وطن نحبه و نخاف عليه اذا ما تمت مقارنته بالابطال البواسل الاطهار الذي قدموا حياتهم و تحمل المصابين منهم ألم جراحهم لا من اجل سلطة ولا من اجل تمكين فقط من اجل مصر و كذلك لاني تضطرني ظروف عملي الحالي للتواجد في الاسكندرية في توقيت متأخر فكانت دعوتي لزوجتى عوضا لا قدر الله عن صوتي ان فشلت في اللحاق بموعد التصويت ..
فلن يعيدنا احد مهما كان و مهما فعل مرة اخر الى مقاعد المتفرجين و لن تبقى المشاركة لجهد الثوار و البواسل من الشهداء و المصابين تقتصر فقط على النية و كلمات الاسى فالدم غالي و الشباب الذي ضحى ولازال كل هولاء يقدمون جهد غالي و ابدا ان نكون من المفرطين و ابداً ان نترك وطننا الى زمرة من المرضى النفسيين سنبقى على الدرب سائرين سنبقى بحلم مصر الحرة متمسكين فما قامت الثورة ليحل مستبد بأسم الدين محل مستبد بقوة الدولة ..
كفانا امتهان و اغتراب في وطننا ستعود مصر للمصريين لا لاصحاب الرايات السود ولا للمدفوعين باموال اهل الخليج و كل الشكر لرجال دين ابو المتاجرة باغلى ما في حياتنا و احترام و اجلال لرجال القضاء و النيابة ممن لم يقايضوا على ثمن اسكات ضمائرهم واعلاميون يدفعون حياتهم من اجل الحقيقة و فئات كثيرة ما عاد القناع الاخواني غير مرئي بالنسبة لهم فقام كل هولاء الابطال بالثبات و الانتفاض من جديد لياتوا للاجيال القادمة بغد لا قهر ولا ظلم فيه و غداً ان كنت من الاحياء قد اقص على اولادى حكاية مجد كتبتها دماء و صيحات احرار ابو ان يرتضوا بغير الحرية سبيل فقط ادعو الله ان يكون وليدي المنتظر مُقدر لما نحن فيه و يدخر قدوم السعيد للدنيا لما بعد مغادرة امه الغالية لمقر الانتخاب .. لا لدستور الاخوان .. لا للمرشد و الشاطر و العريان ..
لا للمدعين انهم وكلاء الله على الارض و نعم للرفض و نعم لمواجهة استباحة الوطن و اطلاق الميلشيات فيه .. مصر ستبقى و كلهم راحلون و مهما فعلوا مصر بقدرة الله سبحانه و مشيئته ستنجح و كلهم بانتقام الله و عدله حتما هالكون .. موعدنا الاستفتاء لنقولها بكل قوة لا و الف لا