دعا الدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامي، المسلمين والمسيحيين في مصر إلى عدم الانسياق خلف دعاوى الفتنة الطائفية التي لن يستفيد منها إلا أعداء الوطن المتربصين به، والذين يريدون تدميره وإحراق الأخضر واليابس، مؤكدا أن ما يجمع المصريين أهم ألف مرة من دخول أو خروج رجل أو امراة للإسلام أو المسيحية، وأنه لا بد من توحيد القيم الجامعة بين أهل مصر في الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي. وقال العوا في ندوة "مصر إلى أين؟" التي عقدت بكلية الهندسة جامعة الزقازيق بحضور الدكتور حمدي شهاب عميد الكلية إن الحل الأمثل للفتنة الطائفية هو الالتزام بعلاج جميع الخلافات بين المصريين بالقانون والإجراءات المشروعة، وليس باستخدام القوة والتظاهر أمام الكنائس أو المساجد، لأن ذلك يحرق الوطن، مشيرا إلى أن نشر صورة واحدة لكنيسة تحترق فى وسائل الإعلام الخارجية يصرف عن المصريين احترام العالم أجمع، ويغذى التحديات الخارجية التي نواجهها. وأضاف أن قضية عبير التي فجرت أحداث إمبابة نتجت عن أكذوبة لا أساس لها من الصحة، وأنه ليس للإسلام يد فيها من قريب أو بعيد، ولكنها مسألة شخصية بحتة، داعيا وسائل الإعلام إلى التعامل مع ضحايا كل الأحداث على أنهم مصريون يجب أن تحمى عقائدهم وشرائعهم ودور عبادتهم، دون تحيز. وشدد المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا على ضرورة عدم المساس بالمادة الثانية من الدستور، أو إضافة أي شىء لها، لأن ذلك سيكون مفتاح فتنة كبرى، لا يعلم مداها أحد، وقد تحرق الأخضر واليابس، لأن مشاعر عوام الناس غير منضبطة. وأشار إلى أنه لم يحدث منذ أن بدأت الدساتير في مصر أن كانت هناك مرجعية للدولة سوى الإسلام، وأن دولة الإسلام مدنية بالضرورة، وتستمد قواعدها من غالبية إرادة شعبها دون أن تظلم الأقلية العددية وتتركها وشأنها بما تدين وتعتقد، وأنه لا توجد دولة دينية في العالم سوى الفاتيكان. وأكد ضرورة عودة الزعامة المصرية للدوائر العربية والإسلامية والإفريقية، من خلال التواصل الجاد مع تلك الدول وعدم انتظار تواصلهم معنا، لافتا إلى أن النظام السابق دمر علاقات مصر بكل هذه الدوائر، وتسبب فى انقسام السودان واستفحال مشكلة دارفور وأزمة مياه النيل.