في ضربة استباقية, أعلن الإخوان وأنصارهم عزل مدينة كرداسة بشمال الجيزة عن باقي المحافظة عن طريق بناء حواجز خرسانية علي مداخل ومخارج المدينة لمنع دخول الغرباء إليها ومواجهة قوات الأمن في حالة محاولتها اقتحام المدينة للقبض علي المتورطين في أحداث مركز شرطة كرداسة والذي راح ضحيته11 ضابطا وفردا بينهم مأمور المركز ونائبه. بدأت تحركات الجماعة فور وقوع مجزرة كرداسة وتناول وسائل الإعلام لها وتسرب أنباء مفادها اعتزام الأجهزة الأمنية اقتحام المنطقة للقبض علي المتورطين في الحادث حيث تجمع العشرات من الإخوان وأنصارهم من الإرهابيين الذين تكتظ بهم مدينة كرداسة واستعانوا بالبلطجية وقرروا تحصين المدينة ومنع دخول أحد إليها حيث أقاموا جدران خرسانية عند مدخل المدينة بعد كوبري كرداسة مباشرة علي بعد كيلو مترات من مبني المركز وأقاموا حواجز علي الطريق الجديد القادم من الدائري وتحصين هذا الطريق بالحواجز وإحكام السيطرة عليه خاصة أنه يقع بين مساحات كبيرة من الزراعات. كما استولي الإخوان علي مبني المركز بعد احتراقه بالكامل حيث لم تتبق منه إلا الجدران واعتلي أسطحه مجموعة من الإرهابيين المدججين بالأسلحة النارية, استعدادا لمواجهة قوات الأمن وتم تعزيز المرابطين أعلي المنازل بالقرب من مداخل ومخارج المدينة بالسلاح أيضا. وأكدت التسريبات أن الإخوان تمكنوا بمساعدة أنصارهم من جمع كميات كبيرة من الأسلحة النارية الحديثة و الآر. بي. جي استعدادا للموقعة المنتظرة لمواجهة الشرطة التي تعتزم اقتحام المدينة وضبط المتورطين في حادث مقتل11 ضابطا وفرد أمن حيث أكد قيادات الإخوان والجماعات الإسلامية لشبابهم بأنهم سوف يستبسلون في الدفاع عن كرداسة ولن يسمحوا لفرد آمن بالخروج حيا منها في حالة دخولهم لكرداسة للقبض علي الجناة في حادث المركز. وقال أهالي كرداسة بأن المواطنين داخل المدينة ينقسمون إلي3 فئات الأولي من الإخوان وأنصارهم, حيث إن مدينة كرداسة من أكبر المدن التي تأوي التيارات المتشددة التي سبق وأن اقتحمت المركز5 مرات منذ ثورة25 يناير وأن قوات الأمن تواجه صعوبات في التصدي لهم بسبب ارتفاع أعدادهم وتسليحهم بأسلحة حديثة والفئة الثانية وهم البلطجية والذين انضموا مؤخرا للإخوان مقابل الحصول علي المال ثم الفئة الثالثة وهم المواطنون البسطاء والشرفاء من أهل المدينة, الذين أصبحوا محاصرين في المنطقة حيث تركوا أراضيهم الزراعية وعملهم بسبب الصعوبات التي يواجهونها أثناء التحرك داخل المدينة بعدما استولت عليها التيارات المتشددة, كما غاب عن المشهد تماما ضباط الشرطة بعد اقتحام المركز ويباشرون عملهم من مديرية أمن الجيزة وهو ما جعل عددا من الأهالي في حيرة من أمرهم لدي رغبتهم في تحرير محاضر. ومن جانبه أكد اللواء حسين القاضي مدير أمن الجيزة بأن علي المواطنين الراغبين في تحرير محاضر الذهاب إلي أقرب قسم من كرداسة مثل أكتوبر أو بولاق الدكرور أو الهرم لتحرير محضر لحين تنظيم عودة الضباط لافتا إلي أن الأمور في كرداسة سوف تتحسن خلال الأيام المقبلة. وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية توصلت إلي هوية مرتكبي مجزرة مركز شرطة كرداسة من الإرهابيين عن طريق فحص الصور والفيديوهات للحادث والاستماع إلي أقوال شهود العيان وجمع المعلومات من المصادر السرية بالمدينة وتم إعداد قوائم بأسماء المتهمين وأيضا خطة أمنية محكمة لاقتحام مدينة كرداسة من قبل قوات الأمن خلال أيام لضبط الجناة والسيطرة الأمنية علي المدينة, إلا أن قوات الأمن تراعي الأبعاد الإنسانية حيث وجود الأطفال والنساء وكبار السن فتحاول قوات الأمن الخروج بأقل خسائر ممكنة والحفاظ علي أرواح الأبرياء والسيطرة علي الجناة وضبطهم بعيدا عن الكتل السكانية حتي لا يتضرر المواطنون من القنابل المسيلة للدموع والرصاص في حالة التعامل مع الجناة أو جنوحهم للعنف.