في الوقت الذي خرج فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليعتذر عن ما كشفه الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي ادوارد سنودن من تجاوزات ارتكبتها الوكالة في التجسس علي الاتصالات الشخصية للمواطنين الأمريكيين وعلي شبكات الانترنت في التجسس علي الاتصالات الشخصية للمواطنين الأمريكيين وعلي شبكات الانترنت الخاصة بهم, واعدا بالمزيد من الشفافية عقب تلك الاجراءات التجسسية التي اعتبرها اتخذت لخدمة الوطن, أكدت صحيفة ذي ناشيونال الأمريكية ان سنودن كشف الوجه القبيح لسياسة أوباما الذي فقد الكثير من شعبيته خلال الأيام الماضية. وانتقدت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية السياسة الخارجية للرئيس أوباما, مشيرة إلي أن سياسته لم يعد بالامكان الوثوق بها خاصة انها اثبتت أنه غير واع لما يجري علي أرض الواقع فعندما اعلن أن عهد الإرهاب قد ولي وأن الحرب علي الارهابيين انتهت لم يكن يدري أنه بدأت مؤكدة أن الغرب لايمكنه بعد ذلك الوثوق في تقديرات الإدارة الأمريكية أو سياستها الخارجية طوال فترة حكم أوباما. ورغم تركيز أوباما خلال فترة رئاسته الثانية علي مكافحة الإرهاب متجاهلا الانتقادات الدولية للدور الأمريكي المتخاذل في التعامل مع قضايا أخري ليس أقل أهمية كالأزمة السورية, سرعان ما أمر بإغلاق جميع السفارات الأمريكية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمدة اسبوع بعد الكشف عن تهديدات ارهابية قد تستهدف المصالح الأمريكية وهو ما يؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الإرهاب وحتي في تقدير حجم المخاطر. وتحت عنوان سياسة أوباما بلا هدف نشرت الصحيفة تقريرا اشارت فيه إلي أن السياسة الخارجية التي اتبعتها الإدارة الأمريكية متخبطة إلي حد كبير وأنه بالتحليل الدقيق يمكننا أن نكشف عن أنها عجزت عن فهم الدور العالمي لبلد مثل الولاياتالمتحدة مشيرة إلي أن الأمثلة التي تؤكد ذلك كثيرة ومنها النهج التي اتبعته الإدارة في التعامل مع قضايا الإرهاب والتعامل مع قضية سنودن الذي اتهمته بالخيانة والتجسس وكذلك التغيير الكبير الذي طرأ علي سياسة واشنطن الخارجية تجاه روسيا بسبب أزمة سنودن الذي رفضت موسكو تسليمه, وايران التي لاتزال صداعا في رأس الغرب وواشنطن التي فشلت في ردعها. وتساءلت الصحيفة ما هو الهدف الذي تسعي اليه سياسة أوباما الخارجية؟ فالإدارة الأمريكية جعلتنا نعيش في لغز كبير بعد رفضها لفكرة تحمل مسئولية دولة عظمي مثل أمريكا, وهو ما يحجم من قدر واشنطن ويقلل من مكانتها دوليا وهو ما تستفيد منه دول أخري وأولها روسيا التي اعلنت واشنطن انها ستعمل علي اعادة ضبط العلاقات معها ردا علي المواقف الاستفزازية التي تمارسها موسكو وهو ما لم تشهده العلاقات بين البلدين منذ الحقبة السوفيتية ودليل واضح علي تضاؤل الدور الأمريكي في عهد أوباما لصالح روسيا بوتين. ويري المحللون أن سياسة أوباما اتسمت بالذكاء في بداية الحرب السورية إذ إنه نأي ببلاده عن الدخول علي خط الحرب واتخذ من تعاونه مع روسيا طريقا لإنهاء الأزمة التي تبلورت بشكل كبير عقب تدخل حزب الله وايران علي الخط إلا أنه سرعان ما اتخذ موقعامعاديا تجاه روسيا وقام بإلغاء قمة كانت مقررة مع بوتين في بداية الشهر المقبل لاعطاء الاخير حق اللجوء السياسي لسنودن, وهو ما قد يصيب العلاقات بين البلدين بالفتور والجمود لفترة طويلة علي الأقل طوال فترة حكم أوباما وهو ما سيلقي بظلاله علي كثير من القضايا العالقة بينهما وابرزها القضية السورية.