سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة شبح «الحرب الباردة» بين أمريكا وروسيا «موسكو» تمنح حق اللجوء لأمريكى متهم بالتجسس.. وأوباما يرد بإلغاء اجتماع مع «بوتين».. و«واشنطن بوست»: القرار يكشف خلافات البلدين
فيما اعتبرته وسائل الإعلام بمثابة «بوادر حرب باردة» بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين، قال البيت الأبيض إن أوباما قرر إلغاء اجتماعه المقرر عقده مع نظيره الروسى فى موسكو الشهر المقبل، مبدياً استياءه من منح موسكو حق اللجوء ل «إدوارد سنودن»، الموظف السابق بوكالة الأمن القومى الأمريكية، رافضة طلب الولاياتالمتحدة تسليمه لمواجهة تهم عدة منها التجسس. وقال البيت الأبيض، فى بيان له، إنه «يقدر الإنجازات التى تحققت بين روسياوالولاياتالمتحدة، إلا أنه كان هناك حالة عدم إحراز تقدم فى مجموعة أخرى من القضايا، مثل الدفاع الصاروخى والحد من التسلح والعلاقات التجارية وقضايا الأمن العالمى وحقوق الإنسان والمجتمع المدنى»، وأضاف البيان: «قرار روسيا المخيب للآمال بمنح سنودن حق اللجوء مؤقتاً، كان أيضاً من العوامل التى أخذناها فى الاعتبار عند تقييم الحالة الراهنة لعلاقتنا الثنائية». وفى موسكو، أكد مساعد بوتين للسياسة الخارجية يورى أوشاكوف، إن قرار أوباما مخيب للآمال، وأضاف، فى مؤتمر صحفى عبر الهاتف، أن القرار الأمريكى جاء بسبب الخلاف على منح سنودن حق اللجوء، مؤكداً أن دعوة روسيا أوباما لزيارتها لا تزال قائمة. وأشاد السيناتور الديمقراطى، تشارلز شومر بقرار أوباما إلغاء القمة الثنائية مع بوتين، وقال شومر: «من الواضح أن الرئيس اتخذ القرار السليم، الرئيس بوتين يتصرف مثل فتوة فى مدرسة ولا يستحق الاحترام الذى ستمنحه له قمة ثنائية». وقال نائب رئيس البرلمان الروسى، سيرجى نيفيروف، إن «رفض الرئيس الأمريكى لقاء بوتين يضر بمصالح الولاياتالمتحدة فى المقام الأول، روسيا تصرفت مثل أى بلد متحضر يحمى حقوق الإنسان فيما يتعلق بقضية «سنودن»، فإذا ما كانت تلك هى ذريعة رئيس الولاياتالمتحدة لإلغاء الاجتماع، فإن ذلك لا يبين إلا ضعف وانتهازية ومواقف قيادة الولاياتالمتحدة، إذا اعتقدت واشنطن أن سياساتها الخارجية يمكنها أن تعتمد على الإنذارات والعزلة، فإن ذلك هو اختيارها، لا أعتقد أن هذا الاختيار يلبى المصالح الوطنية للأمريكيين». من جانبها، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، فى تقرير لها أمس، إن خطوة الرئيس الأمريكى تنذر بعودة رياح الحرب الباردة بين الجانبين مرة أخرى، بعد أن كانا توصلا إلى اتفاقات مبدئية لعودة العلاقات بشكل طبيعى بين البلدين، رغم وجود بعض الخلافات فى جوانب مختلفة، ولكن كان منح روسيا حق اللجوء ل«سنودن» بمثابة «القشة التى قصمت ظهر البعير». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن إلغاء الرئيس الأمريكى للاجتماع يعكس الضرر الذى أصاب العلاقات الأمريكية الروسية، ونقلت الصحيفة عن جاى كارنى، المتحدث باسم البيت الأبيض، قوله إنه بعد استعراض ملابسات هروب «سنودن»، فإن الإدارة الأمريكية وصلت إلى أنه لا يوجد تقدم كافٍ تم إحرازه فى جدول الأعمال الثنائية مع روسيا لعقد قمة بين البلدين، خاصة مع عدم الاتفاق على طائفة واسعة من القضايا بما فى ذلك الدفاع الصاروخى. وقالت جينفر ساكى، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إنه على الرغم من أن التوقيت غير ملائم لعقد الاجتماع، فإن الاتصالات ما زالت مستمرة للحفاظ على مجالات التعاون فى عدد من القضايا فى بلاد، مثل أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أوباما بهذه الخطوة كتب فعلياً نهاية أكثر من سنة من الجهود للتعاون مع «الداهية» بوتين.