ليس مطلوبا من أي مصري أن يضع تفكيره تحت طلب من يريد أن يقنعنا بالوهم أو رهن إشارة من يتعامل معنا وفق هواه ومصالحه, فقد مضي عصر توجيه العقول بالريموت كنترول. عن أشياء كثيرة تحدث في مصر الآن أتكلم في مقدمتها الحملات المسعورة الموجهة عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد وبتوجيه من خفافيش الظلام تجاه الدكتور محمد البرادعي لا لشيء إلا لأنه يدمن أن يكون صاحب مبدأ لا يتغير سواء مع الصديق والحليف أو المعارض لتوجهاته بالرصاص والمولوتوف والأحجار منذ موقعة الجبل الأولي التي تم قذفه بالحجارة فيها علي المقطم في غزوة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. لا أتحدث عن الدكتور البرادعي من منظور قناعتي بآرائه أو رفضها ولكنني أري أننا لو استطعنا التعامل مع مواقف الرجل وأرائه وتحركاته لوضعنا جزءا من قدمنا المتحرك علي مكان يلامس جزءا من صخرة الديمقراطية التي عادة ما نقف أمامها ننتظر نيران حممها البركانية وليس ما تتقاذفه من أشياء ثمينة. لهذا علينا أن ندرك أن الرجل احتفظ بصورته دون تخوفات خلال الموجات الثورية والفلولية والإسلامية الثلاث وتحطمت علي صخرة ديمقراطيته الكثير من مذاهب الكذب والتلون وفصائل تأجير الأدمغة وتشكيلات المتاجرين بالدين وسماسرة الحراك نحو السلطة, فمن انتقدوه بالكارت المدفوع مسبقا رفعوه إلي السماوات العلي في وقت لاحق وظلوا يمجدونه حتي جاءت التعليمات لهم بتشويه صورته بدليل ودون دليل. نفس الشئ حدث مع الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة ولكن بسيناريو مختلف, فقد ناصرته قوي الثورة في يوم ولاحقته اتهامات التطبيع مع توريث جمال مبارك في آخر واحتسبه البعض في السياسة شهيد الفكرة المستقلة والحياد, وظن آخرون أنه من أنصار الشباب وتمت الإشادة بمواقفه بغموض وانتقادها بذات الغموض حتي انتهي من تشكيل حكومته التي جاء معظم أعضائها من شباب ثورة عرابي و1919 وبقايا الحزب الوطني وبدا كل شئ حول الدكتور الببلاوي ثابتا لا يتغير لا علي مستوي الخدمات ولا المرافق واستمر هو في التغير السياسي من أجل الاستمرار في موقع رئيس الحكومة بصلاحيات رئاسية. الأمر الثالث يتمثل في نشطاء السبوبة الذين شاركوا مخاض الحراك السياسي في الربيع العربي, وصعدوا مع تحركاته وخفت نجمهم مع موجة قضية التمويل الأجنبي وتواري نجمهم خلف نقاب تنامي التيار الإسلامي حتي قاربوا السقوط والآن يتبينون الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الهوي السياسي دون لون ولا طعم أو رائحة. وهذه الأمور الثلاثة هي التي تحكم علي كثير من ملامح التجربة المصرية بالفشل الذي أتمني ألا يكون عنوانا إلا للمتلاعبين بمستقبل الوطن. [email protected] رابط دائم :