أدى وجود أعداد كبيرة من الطلاب العرب فى محافظة 6 أكتوبر إلى ارتفاع ملحوظ فى سوق العقارات، حيث ارتفعت أسعار الشقق بصورة جنونية فى المناطق القريبة من الجامعات الخاصة الموجودة بالمحافظة. ففى محافظة أكتوبر التى تحتل المرتبة الأولى فى احتضانها للطلاب العرب الذين يدرسون فى مصر، توجد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة 6 أكتوبر، وجامعة الأهرام الكندية، وجامعة العلوم والآداب الحديثة، وأكاديمية أخبار اليوم، بالإضافة إلى جامعة النيل التى يتم بناؤها فى الوقت الحالي، وجميع هذه الجامعات خاصة. وبالرغم من عدم وجود تقارير رسمية توضح أعداد الطلاب العرب الموجدين فى الجامعات المصرية، إلا أن إحصائيات غير رسمية تقدر عددهم بأكثر من 40 ألف طالب وطالبة، نصفهم على الأقل موجودون فى محافظة أكتوبر إن لم يكن أكثر من النصف، نظرا لكثرة الجامعات والمعاهد الخاصة التى تحتويها تلك المحافظة حديثة العهد. ويحتل الفلسطينيون المرتبة الأولى للطلاب العرب في الجامعات المصرية بنحو 22 ألف طالب وطالبة، وتأتى المملكة العربية السعودية فى المرتبة الثانية بنسبة 8 ألاف، الطلبة العراقيين يقدر عددهم ب 6 الاف، وتحتل الأردن المرتبة الرابعة بنحو 4500، ووصل عدد طلبة الكويت إلى 2500، كما يوجد عدد قليل من الطلبة السوريين، وجميعهم يتوزعون بين جامعات القاهرة وجامعات 6 أكتوبر. ويلاحظ أن أهم الأسباب التى تجعل الطلاب العرب يأتون إلى مصر للتعلم هو عدم إجادتهم للغات الأجنبية بشكل يسمح لهم بدخول الجامعات الأجنبية في الدول الاوروبية والأمريكية، كما ان المصروفات الدراسية والمعيشية في مصر لها دورها أيضا، والتي تعتبر متدنية إذا ما قورنت مع الدول الغربية. ويوضح فرج السمسار الذي يعمل في تأجير العقارات بالحي السادس، أن أسعار تأجير الشقق ارتفعت بصورة جنونية فى المدينة، حيث كانت فى 2003 و2004 يتراوح سعر تأجير الشقة ما بين 200 و 300 جنيه، وبسبب "غزو" الطلاب العرب للمدينة أصبح سعر الشقة المفروشة الآن يقترب من 2000 جنيه. وتتفاوت الأسعار من مكان لآخر كما يقول السمسار، ويرجع ذلك إلى موقع الشقة من ناحية قربها أو بعدها من الجامعات الخاصة، فنجد مثلا أن أسعار الشقق فى الحى المتميز مرتفعة جدا نظرا لوجود جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالقرب من هذا الحى، وأيضا ترتفع أسعار الشقق فى الحى السابع والرابع نظرا لقربهم من جامعة 6 أكتوبر وجامعة العلوم والأداب الحديثة. وإذا تجولت فى مدينة أكتوبر من الممكن أن تتعرف على الطلاب العرب بكل سهولة من خلال لهجتهم المختلفة عن العامية المصرية، كما أن المظهر العام كالملبس وقصات الشعر سهلان معرفة الطلاب العرب، فبمجرد النظر إلى الشاب أو الفتاة من الخارج دون الاقتراب منه ستعرف أنه من دولة عربية. وبالإضافة للهجة والمظهر، فإن للطلاب العرب أماكن تجمع خاصة بهم، فمثلا تجدهم فى مدخل الحى السابع أو أمام نادى 6 أكتوبر أو بجوار مسجد الحصرى. غير أن أكثر ما يميز الطلاب العرب في مدينة 6 أكتوبر هو قيادتهم للسيارات بصورة جنونية، فالشاب العربى يقوم كل يوم بتأجير سيارة من أى معرض تأجير سيارات موجود فى أكتوبر، ويتجول بها فى الشوارع الواسعة بكل حرية وبسرعة جنونية فى الوقت نفسه، وهو ما قد يظهر لو توفرت إحصائيات عن حوادث الطلاب العرب في أكتوبر.