عمنا صلاح جاهين قال: "يخرب شيطانك يا جدع إزاي بتضحك ع الوجع وتقول ما فيش.. عجبي" الصحافة هي السلطة الرابعة.. هي لسان حال المظلومين والمقهورين.. هي أداة كشف الفساد، لكن للأسف في هذا العصر أصبح الصحفي مهانًا في وطنه الصحفي.. وهو نقابة الصحفيين. عندما يتم ضرب وسحل الصحفي واعتقاله، فقد هانت كل القيم.. كيف يتثنى له القيام بعمله، وقد بات مهانًا من قبل الجميع، فعندما يتعرض الصحفي لكسر قلمه فقد كل شيء. فالتحية لمن ثار من أجل قلمه وكرامة مهنته. أما من حوَّل القضية لثأر شخصي، واستخدم القضية لأغراض شخصية، فقد باع قلمه وعرضه ووطنه، فعندما أصبحت نقابة الصحفيين هي بيت المحسوبية وتصفية الحسابات والخلافات، هانت النقابة على كل مؤسسات الدولة، فكيف يتحول الوقوف أمام الظلم الذي وقع على الصحفيين إلى خلافات شخصية بين مجلس النقابة وأحد الصحفيين؟ كيف تصبح العلاقة بين مجلس النقابة والدولة، هي بلاغات للنائب العام. من المسئول عن تدهور صاحبة الجلالة؟ عندما يعتدى البلطجية على نقابة الصحفيين في صمت تام من الأجهزة الأمنية -التي من المفترض أن تحمي المواطنين بغض النظر عن مهنتهم- فهذا خلل واضح. عندما تصبح الحوادث الفردية أسلوب حياة، فلابد من وقفة ومراجعة الحسابات "من مقتل شاب التوك توك، إلى بائع الشاي وسائق الميكروباص". نحن في حالة حرب داخلية وخارجية، نخن في مؤامري كبرى، والجميع يشارك فيها، سواء بسوء التصرف أو بتعمده لكل من شارك في ثورة وطن أراد الكرامة والحرية، وكل من قدم روحه فداءً، سواء كان مواطنًا أو صحفيًا أو شرطيًا. كلنا فاسدون، ولا بد أن نطهر أنفسنا في كل المؤسسات وشتى المجالات، لابد من وأد نار الفتنة المشتعلة بين طوائف الشعب، فهذا ليس وقت تصفية الحسابات والأخذ بالثأر. هناك شباب ثائر تم الزج بهم خلف القضبان دون ذنب، من منطلق "اضرب المربوط يخاف السايب". عندما تجد حالات القبض العشوائي تصل لشباب يونيو ويناير، دون تفرقة بين محرض ومعارض، بين وطني وخائن، فهذا لا يليق بوطن ثائر لا يستطيع أن يرفع رأسه من كثرة الضربات الموجعة، فالكل ينهش في جسده المتخم بالجراح دون لحظة من شفقة. قالوا عام الشباب، استشهدت كتيبة كاملة من قوات الشرطة، واستشهد الآلاف من المجندين والضباط في الجيش المصري؛ لحماية أغلى بقعة في الوطن، ولمنع الإرهاب من التدفق لكل بقاعه. مات المهندس عادل حبيب في لندن، وقبله اختفى عادل معوض في إيطاليا، واليوم محمد رشدي جثة في نفايات أمريكا، وجثته بها آثار تعذيب، ولم يقف النشطاء حاملين صورة عادل حبيب أمام السفارة الإنجليزية، ولا صورة رشدي أمام السفارة الأمريكية، فكيف يستقيم هذا الوطن، والنشطاء يطالبون بحق ريجيني، ويغضون البصر عن عادل ورشدي؟ أما نشطاء الصحفيين فحدث ولا حرج، لم يدافع أحدهم باستمانة، أو يبحث مع الشرطة، أو حتى يجد تسريبات، فالعمل مع الوطن ليس هوايتهم، إنما العمل ضد الوطن هه اللذيذ. أما الأقلام الشابة المحترمة، والتى تدعو للحق، وتحارب من أجل الوطن فهم خارج الحسابات والمحسوبيات.