في عيد تحرير سيناء تحاور "بوابة الأهرام"، أحد الأبطال الذين تقدموا الصفوف ليستردوا أرض الفيروز، بانتصار قاد لمفاوضات السلام.. اللواء أحمد رجائي عطية، ابن أبوكبير الشرقية، مواليد 1938 قائد بعثة الصاعقة المصرية بالجزائر الذي ظل هناك لمدة عامين، تمكن خلالها أن يؤسس أول مدرسة للصاعقة بدولة الجزائر إلى جانب تكوين أول كتيبة للصاعقة كان لهما دور برز في النهوض بالجيش الجزائري. وفي أعقاب حرب يونيو 67، استطاع رجائي مع مجموعة من رفاقه، كان أبرزهم الصحفي وجيه أبو ذكري في تكوين منظمة سيناء العربية، التي تحول جزء منها إلى المجموعة 39 قتال (أشهر الوحدات الخاصة)، وتولي بأوامر مباشرة من القيادة السياسية والعسكرية أثناء حرب أكتوبر 1973 مسئولية قيادة العمليات الخاصة بمنطقة جنوبسيناء والبحر الأحمر. وفي عام 1977 تولى بأوامر مباشرة من الرئيس السادات مهمة تكوين أول وحدة مصرية لمكافحة الإرهاب.. فكانت الوحدة 777 الأولى في مكافحة إرهاب بالمنطقة. واللواء رجائي أول من عبر بحر الرمال الأعظم (هضبة الجلف الكبير) الواقع على الحدود المصرية الليبية – السودانية، ويسجل الطريق الذي سلكه باسمه في سجلات القوات المسلحة المصرية وما زال حتى الآن هذا الطريق يطلق عليه طريق (رجائي). والى نص الحوار: = كيف جاءت فكرة إنشاء منظمة سيناء العربية؟ وهل فعلا كنت تخطط لانقلاب عسكري بعد هزيمة 67؟ - "بعد الاستنزاف ولما قالوا خفض النيران ما عندكيش فكرة بعد تجربتنا في 67 لما نوقف الحرب إحنا كشباب ما كانش عندنا صبر، ولجأنا إلى تشكيل منظمة سيناء العربية، بمساعدة الصحفي بالأخبار الراحل وجيه أبو ذكرى، وبدو سيناء، للقيام بعمليات قتال خلف خطوط العدو، ولم نكن نعرف وقتها أن وقف القتال كان لتأسيس الدفاع الجوى وبناء حائط الصورايخ، لأنه كانت هناك خطة إبداع من الخداع من المخابرات، وكانت منصات الدفاع الجوي تصل الإسكندرية والسويس، ومنه لخط القناة كله دون أن نشعر بها ولم يعرف العدو بذلك، وكان يتم طلاء فوانيس السيارات من الأمام باللون الأحمر والخلفية باللون الأبيض، فإذا تم رصدها تخيل العدو أنها راجعة من القتال وليست متجهة لهناك، وفاجأنا إسرائيل بأن طائراتها لا تستطيع أن تصل للقناة. وقتها كنا صغارا وبطيش الشباب فكرنا بالفعل فى تغيير القادة لنستمر بالحرب، ثم فكرنا فى تشكيل منظمة وتنفيذ عمليات موجعة للصهاينة لإجبارهم على ترك أرضنا.. ومن خلالها نفذنا عمليات استطلاع وإغارة على مواقع للعدو تقريبا 24 عملية وقمت بتدريب 13 فردا من شباب البدو، وللتاريخ بدو سيناء كانوا بيضحوا بحياتهم معانا فى حرب الاستنزاف ولازم نحميهم قبل ما نطلب منهم معلومات. = كيف كانت تجربتك فى التعاون مع أهالينا من بدو سيناء في العمليات ضد الصهاينة؟ وكيف ترى دورهم في مكافحة الإرهاب الآن؟ -أبناء سيناء من أكثر المحافظات وطنية، كانوا هم عيوننا ودليلنا وحمونا كتير وصبروا على الاحتلال على طول الخط.. كان يعمل معنا أى فرد ويضحى بعمره فى مقابل حصوله على كارنيه المخابرات الحربية ليفخر به، كان يشعر بأنه شرف، الآن يتم رصدهم عبر أجهزة اللاسلكى وبدعم إسرائيل لحماس بالتكنولوجيا الحديثة ويتم التنكيل بهم وقتلهم، وأقولها بلا مواربة، تعالى في أي منطقة وعرضيها لنفس ظروف سيناء من تهديدات، لن تجدى منهم نفس المقاومة والوطنية رغم المعاناة التي عاشوا فيها. = موقف جزيرتى صنافير وتيران المفاجئ أربك الشارع المصرى، ما رأيك في الجدل المثار حاليا؟ - أولا أعترف أنه موقف صادم، لكن لازم نعرف أن مصر تحمى ولا تعتدى، وضرورى نكون متعقلين، ونفكر بهدوء، وككل وطني أتمنى يطلعوا مصريين، لكن علينا أن نثبت مصريتهم.. وإلا مين يحب أن تكون دولته مثل ما فعلت إنجلترا عندما استعملت البلطجة مع الأرجنتين عندما أعلنت عن حقها فى جزيرة فوكلاند، أو يعجب بإيران لأنها استولت على الجزر الإماراتية الثلاث، الحق إيه والعدل إيه، الحكاية مش بلطجة. مصر بلد الأمن والأمان تحمى ولا تعتدى، وقد بحثت ودققت وجدت أن مصر حمت هذه الجزر (تيران وصنافير) منذ عام 50 عندما استولت إسرائيل على إيلات (أم الرشرش) وكانت تتبع فلسطين فى مارس 1949، ومن يقول أن أم الرشراش مصرية لا يعرف شيئًا، فهى فلسطينية تابعة للشام، وإسرائيل استولت عليها وأنشأت ميناء مدنيا وحربيا باسم إيلات، وخشى ملك السعودية من تجول القطع البحرية الإسرائيلية حول الجزيرتين فطلب من ملك مصر حمايتهما. = ولماذا الآن.. التوقيت كان مربكا للجميع؟ - مع الاتفاق لإنشاء كوبرى بين مصر والسعودية من الضرورى أن أية شركة تتعاقد لن تبرم عقدها إلا مع المالك وليس الحامي.. وليعلم الجميع أن مصر ستظل هي الحامية لهاتين الجزيرتين، لأن السعودية لن يرتقي أسطولها فى يوم إلى مستوى الأسطول الإسرائيلى. = هل تمت على الجزيرتين أعمال قتال فى حرب الاستنزاف أو 73؟ - لا طبعا، دول مش شدوان، دول ممر مائي كانتا تحت حمايتنا لكن ليس لهما تاريخ قتالي، ورغم أننا فى المنظمة العربية لسيناء أو المجموعة 39 قتال لم نقم بأى أعمال عسكرية فيها، وأرى أن الحل هو أن يرسل البرلمان الموضوع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وهى تتحقق ما دمنا لم نعد نثق فى بعضنا البعض. وأحب أضيف أن من أيام سيدنا نوح وحدود مصر لم تتغير منذ "إصرام" بن حام بن نوح الذى استقر فى تلك الأرض وذريته حول النيل وقال له بورك لك فيها بين الشجرتين حتى أيلة عند برقة، وبين الشجرتين موجودين للآن، عند خليج العقبة ملتقى 4 دول مصر والسعودية وفلسطين والأردن.. بينما استقر سام ابن نوح وذريته فى بلاد الشام والحجاز. = وماذا عن منطقة حلايب وشلاتين وادعاء السودان بملكيتها؟ - والله لو فتحنا هذا الموضوع فطبعا ليس للسودان أي حق فيها، والأولى أن نطالب بالتالى بالسودان، كلها أرض تابعة لمصر تاريخيا، فعندما انفصلت عام 54 بعد جلاء الاحتلال الإنجليزى تم ترسيم الحدود عند الخط 22 وانتهى. = ما أبرز التهديدات للأمن القومي المصري حاليا فى مسألة حدود الدولة؟ - لا أعتبر أن هناك أي تهديد، إحنا من نختلق المشاكل لأننا لا نريد أن نصدق الحدود المعترف بها دوليا.. لكن التهديد الوحيد على أمننا القومى إحنا مخلينه بدون حساب، بنغذيه ونزغطه كمان فى السجون المصرية، وأقصد العقول المفكرة لجماعة الإخوان المسلمين المخططة لكل الإرهاب والعنف الحالى، هم الرؤوس المدبرة والجزء التانى فى غزة "الحمساوية".