أوضاع مؤسفة يعيشها متحف آثار الفيوم بمنطقة كوم أوشيم منذ مايزيد عن 6 سنوات، بسبب تعرض مبنى المتحف للتصدع وفشل محاولات الترميم في إنقاذ المبني وأصبح أيلا للسقوط ، مما اضطر المسئولين عن الآثار إلي نقل القطع الآثرية إلي مخزن متحفى بذات المنطقة، وأصبحت القطع الآ ثرية التي تنتمي لعصور مختلفة كالفرعوني والروماني والقبطي وىثار ما قبل التاريخ بالإضافة إلي "بورتريهات وجوه الفيوم" وهي من أشهر آثار الفيوم التي جابت كبري المتاحف في مختلف بلدان العالم حبيسة المخزن ولا يتم عرضها فآثار الفيوم تبحث عن متحف يعرض تاريخ المحافظة الممتد منذ آلاف السنين. ما زاد الأوضاع سوءا هو تصريحات ووعود المسئولين علي الآثار وعلي رأسهم الدكتور زاهي حواس بإنشاء متحف جديد لآثار الفيوم ومتحف آخر جديد لعرض "بورتريهات وجوه الفيوم" فقط ولكن تبخرت هذه الوعود في الهواء ولم تدخل إطار التنفيذ منذ عدة سنوات. بدأت قصة تدهور أوضاع مبني متحف آثار الفيوم الحالي بمنطقة كوم أوشيم الأثرية منذ مايزيد عن 6 سنوات عندما تعرض للتصدع والشروخ في أغلب الجدران والحوائط . وأصبح مهددا بالانهيار وفشلت محاولات ترميمه، وكان الحل الوحيد هو هدمه وإعادة بنائه ، ولكن تبقت مشكلة أخري وهي صغر مساحة المتحف بالنسبة لعدد القطع الأثرية التي سيتم عرضها بالمتحف ، وأوصي المسئولين بمنطقة آثار الفيوم بضرورة اختيار مكان آخر لإقامة متحف جديد يسع لجميع القطع الأثرية الموجودة حاليا بالإضافة إلي القطع الجديدة التي يتم اكتشافها وذلك ليتم عرضها بطريقة مميزة وجذابة أمام السائحين ، وبالفعل وعد المجلس الأعلي للآثار في عام 2006 بإنشاء متحف جديد يليق بتاريخ ومكانة آثار الفيوم . وبالفعل خصصت محافظة الفيوم في ذلك الوقت ثلاثة أماكن لبناء المتحف الجديد منها منطقة علي مساحة 7 ألاف متر أمام الديوان العام وتفقدها الدكتور زاهي حواس في عام 2008 ولكن فوجئ الجميع بإنشاء معهد ديني في ذلك الوقت ، ولم يتم إنشاء المتحف كما كان مقررا ثم تم تخصيص قطعة أرض إخر بحي كيمان فارس بالفيوم ولكن استقر الأمر علي قصعة أرض بمنطقة كوم أوشيم ليتم إنشاء المتحف عليها ووافق عليها المسئولون في الآثار وإلي الآن لم يتحقق شئ من تلك الوعود التي تكررت مرة أخري ولكن هذه المرة لإنشاء متحف خاص بورتريهات الفيوم فقط وأيضا لم يتحقق شئ . كانت لجنة السياحة بالمجلس الشعبي المحلي ( المنحل ) قد أعدت تقرير يطالب فيه الدكتور زاهي حواس بضرورة إنهاء إجراءات إقامة المتحف استجابة لمطالب جماهير الفيوم ، ولما لإقامة المتحف من فائدة كبيرة للمحافظة في أن يكون لها متحف يضم آثارها المختلفة في أكثر من 35 موقعا آثريا مابين مواقع فرعونية ويونانية ورومانية بالإضافة إلي المواقع الإسلامية والقبطية والمواقع الجيولوجية والتي يرجع عمرها إلي أكثر من 40 مليون سنة كمنطقة وادي الحيتان ، ويعمل على تنشيط حركة السياحة بالمحافظة مما يضمن انتعاشا في اقتصاد المحافظة من خلال جذب السائحين من مختلف الجنسيات لزيارة المتحف ومشاهدة الآثار المختلفة . أكد مصدر مسئول بمنطقة آثار الفيوم ل(بوابة الأهرام) أن الدكتور زاهي حواس قد وافق منذ عام 2006 علي إقامة متحف الفيوم الحضاري الجديد بمنطقة كوم أوشيم أيضا ، وإحالةالمبني الحالي بعد ترميمه وإعادة بنائه ليكون مبني إداري، مشيرا إلى أن أهمية إقامة متحف جديد بصورة سريعة يتمثل في ضم جميع آثار الفيوم وخاصة "بروتريهات وجوه الفيوم" التي تعد أشهر آثار الفيوم وهي عبارة عن لوحات وبروتريهات مرسومة بالشمع الملون علي قطع من خشب الأرز تعود للعصر الروماني في الفترة مابين القرن الاول إلي الثالث الميلادي ، وتم اكتشافها علي يد العالم الانجليزي ( فلندر بيتري ) في جبانة هرم هوارة بالفيوم حيث كانت تثبت تلك البروتريهات علي التوابيت لتغطي وجه المومياء بداخلها ، وتزيد عددها عن 150 لوحة وبروتريه وتم عرضها في شتي متاحف العالم مثل متاحف اللوفر والبريطاني وعدد من المتاحف الأوروبية واللاتينية بالإضافة إلي المتحف المصري بالقاهرة . أضاف المصدر المسئول أن القطع الأثرية الموجودة فى المخزن المتحفي الآن في منطقة كوم اوشيم لا يسمح بعرضها للجهور من المصريين والأجانب ، ولكنه مجرد مكان لتخزين تلك الآثار بعد نقله من المتحف الحالي المتصدع وأنه سرعة إنشاء المتحف سيكون بمثابة خطوة هامة حفاظا علي تلك الآثار منوها أنه في أحداث الانفلات الأمني التي أعقبت جمعة الغضب تعرض المخزن لمحاولة فاشلة لاقتحامه وسرقته ، ولكن الآن هو مؤمن بشكل كامل من الشرطة وعناصر أمن خاصة بالإضافة إلي الحراس التابعين لمنطقة آثار الفيوم.