حالة مؤسفة ا أصبحت عليها آثار الفيوم, التي تنتمي لعصور مختلفة كالفرعوني والروماني والقبطي وآثار ما قبل التاريخ بالإضافة إلي بورتريهات وجوه الفيوم وهي من أشهر الآثار التي جابت كبري المتاحف في مختلف بلدان العالم, وعلي الرغم من ذلك فمحافظة الفيوم بدون متحف يعرض هذه القطع الأثرية التي تعبر عن تاريخ حافل, في الوقت التي تحتاج فيه السياحة إلي دفعة قوية لتنمية الدخل القومي بعد ثورة يناير وإصابة السياحة في مصر بالشلل. وآثار الفيوم حاليا هي حبيسة المخزن المتحفي ولا يتم عرضها, فآثار الفيوم تائهة تبحث عن متحف يعرض تاريخ المخافظة الممتد منذ آلاف السنين. أوضاع مؤسفة يعيشها متحف آثار الفيوم منذ مايزيد علي6 سنوات, بسبب تعرض مبني المتحف للتصدع وفشلت محاولات الترميم في إنقاذ المبني وأصبح آيلا للسقوط, مما اضطر المسئولين عن الآثار إلي نقل القطع الأثرية إلي مخزن متحفي بمنطقة كوم أوشيم علي طريق الفيومالقاهرة منذ ذلك الوقت. ومما زاد الأوضاع سوءا هو تصريحات ووعود المسئولين بإنشاء متحف جديد لأثار الفيوم ومتحف آخر جديد لعرض بورتريهات وجوه الفيوم فقط ولكن تبخرت هذه الوعود في الهواء ولم تدخل إطار التنفيذ منذ عدة سنوات. وقد بدأت قصة تدهور أوضاع مبني متحف آثار الفيوم الحالي بمنطقة كوم أوشيم منذ مايزيد علي6 سنوات عندما تعرض للتصدع والشروخ في أغلب الجدران والحوائط وأصبح مهددا بالانهيار وفشلت محاولات ترميمه وكان الحل الوحيد هو هدمه وإعادة بنائه, ولكن بقيت مشكلة أخري وهي صغر مساحة المتحف بالنسبة لعدد القطع الأثرية التي سيتم عرضها بالمتحف. وأوصي المسئولون بمنطقة آثار الفيوم بضرورة اختيار مكان آخر لإقامة متحف جديد تسع لجميع القطع الأثرية الموجودة حاليا بالإضافة إلي القطع الجديدة التي يتم اكتشافها وذلك ليتم عرضها بطريقة ممبزة وجذابة أمام السائحين, وبالفعل وعد المجلس الأعلي للآثار في عام2006 بإنشاء متحف جديد يليق بتاريخ ومكانة آثار الفيوم. وبالفعل خصصت محافظة الفيوم في ذلك الوقت ثلاثة أماكن لبناء المتحف الجديد منها منطقة علي مساحة7 آلاف متر أمام الديوان العام وتفقدها الدكتور زاهي حواس في عام2008 ولكن فوجيء الجميع بإنشاء معهد ديني في ذلك الوقت, ولم يتم إنشاء المحتف كما كان مقررا ثم تم تخصيص قطعة أرض أخري بحي كيمان فارس بالفيوم ولكن استقر الأمر علي قطعة أرض بمنطقة كوم أوشيم ليتم إنشاء المتحف عليها ووافق عليها المسئولين في الآثار وإلي الآن لم يتحقق شيء من تلك الوعود التي تكررت مرة أخري ولكن هذه المرة لإنشاء متحف خاص ببورتريهات الفيوم فقط وأيضا لم يتحقق شيء. وكانت لجنة السياحة بالمجلس الشعبي المحلي( المنحل) قد أعدت تقرير يطالب فيه الدكتور زاهي حواس وزير الأثار الأسبق بضرورة إنهاء إجراءات إقامة المتحف استجابة لمطالب جماهير الفيوم, ولما لإقامة المتحف من فائدة كبيرة للمحافظة في أن يكون لها متحف يضم آثارها المختلفة في أكثر من35 موقعا أثريا ما بين مواقع فرعونية ويونانية ورومانية, بالإضافة إلي أكثر من40 مليون سنة كمنطقة وادي الحيتان, كما هناك فائدة كبري أيضا من إقامة المتحف وهي تنشيط حركة السياحة بالمحافظة, مما يضمن انتعاش في اقتصاد المحافظة من خلال جذب السائحين من مختلف الجنسيات لزيارة المتحف ومشاهدة الآثار المختلفة. وأكد مصدر مسئول بمنطقة آثار الفيوم ل الأهرام المسائي أن حواس قد وافق عام2006 علي إقامة متحف الفيوم الحضاري الجديد بمنطقة كوم أوشيم, وتحيل المبني الحالي بعد ترميمه وإعادة بنائه ليكون مبني إداريا, مشيرا إلي أن أهمية إقامة متحف جديد بصورة سريعة يتمثل في ضم جميع آثار الفيوم, وخاصة بروتريهات وجوه الفيوم التي تعد أشهر آثار الفيوم وهي عبارة عن لوحات وبروتريهات مرسومة بالشمع الملون علي قطع من خشب الأرز تعود للعصر في جبانة هرم هوارة بالفيوم, حيث كانت تثبت تلك البروتريهات علي التوابيت لتغطي وجه المومياء بداخلها, ويزيد عددها علي150 لوحة وبروتريه وتم عرضها في شتي متاحف العالم مثل متاحف اللوفر والبريطاني وعدد من المتاحف الأوروبية واللاتينية, بالإضافة إلي المتحف المصري بالقاهرة.