خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الأرمن في مسيرة عبر وسط العاصمة يريفان في وقت متأخر أمس السبت (23 أبريل) لإحياء ذكرى ضحايا مذبحة الأرمن على أيدي القوات العثمانية عام 1915. وبدأت المسيرة السنوية من ساحة الجمهورية بوسط العاصمة وأحرق المتظاهرون الأعلام التركية والأذربيجانية في مستهل المسيرة الأمر الذي قوبل بالتهليل من الحشود. وقال سكان محليون إن هذه هي المرة الأولى التي تحرق فيها أعلام أذربيجان في المسيرة الأمر الذي يسلط الضوء على مشاعر الغضب التي لا تزال سائدة في البلاد بسبب مقتل العشرات في الاشتباكات بين قوات اذربيجان وقوات تدعمها أرمينيا بشأن إقليم ناجورنو-قرة باغ في وقت سابق هذا الشهر. وتفجرت العداوة بين الجيران المغلقة حدودهم هذا الشهر بعد اشتباكات وقعت بين دولة أذربيجان المسلمة وانفصاليين مسيحيين تدعمهم أرمينيا في إقليم ناجورنو-قرة باغ الذي يسيطر عليه مواطنون من أصول أرمينية في أذربيجان. ووضعت هدنة توسطت فيها موسكو حدا للمعارك الضارية التي اندلعت يوم الخامس من أبريل نيسان لكن إطلاق النار لا يزال مستمرا على فترات متقطعة. وقتل جندي من القوات التي تدعمها أرمينيا في ناجورنو-قرة باغ بسبب إطلاق نار من أذربيجان يوم الخميس (21 أبريل نيسان) حسبما أفادت وزارة الدفاع في الإقليم المنشق آنذاك. وأدان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مقتل مواطنين من أذربيجان ووجه أصابع الاتهام لأرمينيا في تفجر أسوأ اشتباكات منذ وقف إطلاق النار في الإقليم عام 1994 بعد حرب سقط فيها آلاف القتلى من الجانبين. وندد الأتراك على وسائل التواصل الاجتماعي بالأرمن ووصفوهم بالقتلة وأعلنوا أن إقليم ناجورنو قرة باغ "أرض تركية". وقالت هايرابي فارتانيان وهي شابة شاركت في المسيرة إن الأرمن يريدون من تركيا أن تعترف بأن قتل الأرمن عام 1915 كان "إبادة جماعية". وقالت "نطالب تركيا بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن باعتبارها جريمة ضد الإنسانية تعرض لها أجدادنا. ونطالب بإصلاح الخسائر التي تكبدها الشعب الأرميني." وتقول أرمينيا إن المذبحة التي وقعت عام 1915 كانت إبادة جماعية ويؤيدها في ذلك أغلب الباحثين الغربيين ونحو 12 دولة. وتقول تركيا إن الأرمن تعرضوا للقتل خلال اضطرابات الحرب العالمية الأولى لكنها ترفض الإشارة إلى الإبادة الجماعية.