دعا الدكتور صفوت حجازي عضو مجلس أمناء الثورة المصرية اليوم الأربعاء لتشكيل اتحاد مستقل للشعوب العربية بعد أن وقعت الجامعة العربية في مواقف وصفها بالمخزية نتيجة صمتها عما يفعله بعض الحكام تجاه الثورات الشعبية في البلدان العربية المختلفة. وخلال ندوة "مستقبل الثورة اليمنية وتحدياتها" التي نظمها مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع مجلس أمناء الثورة المصرية بعد ظهر اليوم الأربعاء، قال حجازي "توحد الشعوب العربية في هذه المرحلة يتمتع بأهمية قصوى لتحقيق حلم تشكيل اتحاد الشعوب العربية وكسر الحدود بين الأقطار العربية وبعضها البعض". من ناحيته، أشار علي الصراري، القيادي بائتلاف أحزاب اللقاء المشترك اليمنية، إلى أن الثورة اليمنية امتداد لثورة مصر في 25 يناير، حيث لم تنفجر شرارة الثورة اليمنية إلا عقب انتصار الثورة المصرية يوم 11 فبراير بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، فقرر اليمنيون وقتها النزول إلى الساحات بهجة بسقوط المخلوع طوال ليلتها، ثم أعلنوا في اليوم التالي الاعتصام، رافعين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام". وأضاف أن الثورة اليمنية نشأت من أصداء نجاح الثورة المصرية احتجاجا على تمديد وتوريث الحكم، والوقوف في وجه الظلم والفساد، بعد أن عانى الشعب اليمني من الاستبداد، وتحويل دولة الشعب إلى دولة الشخص الواحد، وبعد أن حول الديكتاتور اليمني البلاد إلى حروب قبلية، انتهك فيها الحرمات، واستباح الدماء وقتل عشرات الآلاف من معارضيه بقذائف الصهاينة والأمريكان في الجنوب وقرى اليمن كافة. أما السفير عبد الملك المنصور، مندوب اليمن بالجامعة العربية، فقد أكد أن شباب الإخوان المسلمون يتصدرون طليعة الثوار باليمن، وقال: الإخوان أسهموا في صناعة جيل من شباب الثورة اليمني، وغرسوا فيه الفضيلة وحب الخير للناس، والوقوف بجانب الحق، حيث تصدَّر الإخوان صفوف الاحتجاجات دون خشية من القتل أو الاعتقال. وأضاف أن الثورة اليمنية وتوحد قوى الشعب على مبادئها الشرعية كشفت الوجه الجميل للأصالة اليمنية، وحطمت الديكتاتورية الظالمة. فى ذات السياق، قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الثورات العربية قامت لأهداف مركزية، وهي استعادة ريادة الأمة، ونهضة الشعوب، وفضح الوجه القبيح للحكام، مطالبا الثوار بالصمود، وحماية الثورة، والسعي في يقظة كاملة لتحقيق مبادئها، وعدم الالتفاف عليها. وأكد الدكتور بكيل الزنداني، الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة صنعاء، أن الثورة اليمنية تواجه تحديات داخلية وخارجية، من أهمها الانقسام الحاصل في المؤسسة العسكرية، بسبب التلاعب في تشكيلها من جانب النظام. أما الدكتور أمين مقبل علي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمام والأمين العام لهيئة علماء اليمن، فقد أكد على أن العلماء وقفوا جانب الثورة منذ بدايتها في الميادين كافة، للمطالبة بإزالة الظلم، ورد الحقوق إلى أصحابها. وأكد الدكتور أمين مقبل علي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمام والأمين العام لهيئة علماء اليمن أن الثورة اليمنية في بدايتها كانت ضعيفة، ولذلك قرر العلماء تشكيل لجان منهم في جميع القرى والمدن" لتوعية جموع الشعب بضرورة التكاتف مع الثوار، لأن أفضل الجهاد في سبيل الله كلمة حق عند سلطان جائر، فبدأت الانشقاقات عن النظام الحاكم تتوالى بجميع مؤسسات الدولة. من ناحيته، قال الدكتور جعفر عبد السلام، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية: إن الجامعة العربية سقطت بسقوط الحكام، ويجب إلغاؤها لإسهامها، حسب قوله، في تكريس الاستبداد والفساد، والتواطؤ مع أعداء الأمة ضد الشعوب، مطالبا بتشكيل اتحاد عربي جديد يحقق طموحات الثورات العربية. وقال الدكتور رفعت العوضي، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر: إن الثورات العربية تهدف إلى تحرير الإنسان، حيث إن الحرية السياسية مرتبطة بالحرية الاقتصادية والحرية الاجتماعية، فضلا عن ارتباطها أيضا بالتقدم والمؤسسية التي لا تتحقق سوى بالتكاتف من أجل إنهاء حكم الفرد.