دخلت مشكلة اللحوم فى مصر مرحلة حرجة ، بسبب إرتفاع أسعارها ،وعدم قدرة طبقات كثيرة الإقتراب منها ، وحتى الحلول التى قدمتها الحكومة الحالية مؤخرا، فشلت فى وقف نيران أسعار اللحوم التى أحرقت جيوب كل المصريين الآن ، لكن الأمل عاد فى إمكانية تعديل ميزان الأسعار، بعد قيام البنك المركزي بفتح سقف الائتمان لاستيراد اللحوم والدواجن. لذلك كان لابد من البحث عن إجابات شافية لكثير من الأسئلة التى تدور فى أذهان معظمنا، من خلال الحوار مع الدكتور على نجم عميد كلية الزراعةالأسبق بجامعة القاهرة. *هل آن الآوان لكى تنفرج الأزمة بعد فتح سقف الائتمان لاستيراد اللحوم والدواجن ؟. ** من المتوقع أن يؤدى قرار البنك المركزي إلى انفراجة مؤقتة تتوقف على المدى الذي سيطبق فيه. وهو فى كل الأحوال قرار صائب لمواجهةالأزمة الحادة التي يسببها نقص المعروض من اللحوم وارتفاع أسعارها في مناسبة عيد الأضحى المبارك . * قرار البنك يدعم الاستيراد أم الإنتاج ؟. ** بالطبع يصب في صالح المستوردين ولا يدعم إنتاج اللحوم. والأثر السلبي على الإنتاج سيكون مؤكداً ما لم يقتصر تطبيق القرار على الفترة القصيرة القادمة لمواجهة زيادة الاستهلاك في عيد الأضحى المبارك. أما إذا استمر تطبيق القرار لفترة طويلة فإن المنافسة غير العادلة ستكون لصالح المنتج الأجنبي والمستوردين ، وسيؤدى حتماً إلى انهيار البقية الباقية من الاستثمار في مجال إنتاج اللحوم في مصر. ولابد أن نؤكد على تحقيق نسبة معقولة من الاكتفاء الذاتي لتحقيق الأمن الغذائي في ظل ما نراه من تقلبات في أسعار المنتجات الغذائية ؟. * كيف يمكن زيادة إنتاج اللحوم في مصر بطريقة بسيطة وآمنة؟. ** وضع إستراتيجية واضحة وعملية ومستقرة لتنمية إنتاج اللحوم في مصر أولى الخطوات فى هذا المجال. كما أنه من الضرورى العودة إلى مشروع البتلو، وتخصيص الأموال اللازمة لذلك في الميزانية. بالاضافة إلى تفعيل تجريم قانون عدم ذبح الإناث، والتحسين الوراثي للسلالات المحلية، وتطوير طرق تداول الحيوانات الحية والذبح، وتدعيم إنشاءالجمعيات التعاونية للثروة الحيوانية . * فى الظروف الحالية، هل يمكن أن نضع أيدينا على أهم المعوقات التي تواجه تنمية الثروة الحيوانية؟. ** هناك العديد من المعوقات تواجه تنمية الثروة الحيوانية، تتراوح بين معوقات طبيعية وأخرى هيكلية وثالثة تنظيمية. لكن المعوقت الطبيعية هى الأهم، وتقع في نطاق المناطق الحارة شبه الجافة، حيث يندر سقوط الأمطار، وتقل المراعى الطبيعية ، ويصعب توفير غذاء الحيوان الذي يشكل نحو 70 % من التكاليف الجارية لمشروعات الثروة الحيوانية ، وأن الثروة الحيوانية تتبعثر في قطعان صغيرة يمتلك ما يزيد على 90 % منها صغار المزارعين غير القادرين على الإنتاج بكفاءة . * لكن المنتج الصغير هو أكبر المتضررين من الأزمات؟. ** بالفعل المنتج الصغير يعانى بقوة من سوء تنظيم عمليات الإنتاج والتسويق بما يقلل هامش الربح المقبول له، ويستأثر الوسطاء بمعظم هذا الربح ويزداد الوضع سوءا بالنسبة للسياسات الحكومية التي لا تهتم بالمنتج الصغير، ولا تدعمه بل تراعى أولا مصالح كبار المنتجين والمستوردين الذين يتمتعون بالصوت العالي. والتأثير القوى على أصحاب القرار . يضاف إلى ذلك قصور الخدمات البيطرية والخدمات المساندة مثل التلقيح الاصطناعي ، والإرشاد الحيواني ، واتحادات المنتجين واتحادات المنتجين وجمعيات المربين ،والتأمين على الماشية.