بعدما اعترفت لاعبة التنس العالمية ماريا شارابوفا بأنها سقطت فى اختبار المنشطات، تنوعت ردود الأفعال العالمية من صديقاتها، ومن مدربها السابق، وحتى من المواطنين الروس عليها، كما امتد الأمر أيضا إلى شركات الرعاية العالمية، التى تقوم شارابوفا بالإعلان لهم. بداية من الروس، فقد ساد إحساس بالصدمة الشديدة، أمس الثلاثاء، بعد اعترافها بفشلها في اجتياز اختبار منشطات، واعتبر بعضهم أن سقوط شارابوفا فى فخ المنشطات صفعة موجهة إلى روسيا، التي تعتبر إنجازات لاعبة التنس الجميلة جزءًا لا يتجزأ من فخرها الوطني. فيما دافعت شارابوفا عن نفسها، قائلةإن طبيب أسرتها وصف لها دواء ميلدرونيت - الذي يعرف أيضا باسم ميلدونيوم - وكانت تتناوله على مدار عشر سنوات، لأنها كانت تمرض بصورة مستمرة، وتعاني نتائج غير منتظمة لرسم القلب الكهربائي، ونقص في مستويات الماغنسيوم ،إضافة لوجود تاريخ لأسرتها مع داء السكري. بينما عقبت لاعبة تنس هاوية تدعى "إيلينا" لرويترز: "إنه لأمر صادم أن يحدث لكبار متزلجينا، وصادم أكثر أن يحدث مع شارابوفا التي تحظى بإعجاب شديد هنا في روسيا". وأضافت ضاحكة : "نستمر في اللعب في هذا الطقس وبدون منشطات، وحقا لا يمكن سوى للمولعين بالتنس أن يلعبوا في مثل هذا الطقس". وفى السياق نفسه، قالت شريكتها في اللعب فالنتينا: "إن الخبر صادم بشدة إليها". وأضافت :"الأمر مؤلم. إنه عار. يبدو أنها (أى شارابوفا) لن تشارك الآن في دورة الألعاب الأوليمبية. إنها أملنا الوحيد. يا للأسف". وقالت ديما، وهي واحدة من سكان موسكو : "أعتقد أنه من الجيد أن تعترف بتناول منشطات. ما قالته كان معدًا بشكل جيد للغاية، وأعتقد أنها ستستفيد من الأمر. أعني أنها ستحرم من اللعب لثلاثة أشهر بدلا من ستة. أتمنى أن يكون هذا ما سيحدث". وماريا شارابوفا هي سابع رياضية عالمية، خلال شهر، تأتي عينتها إيجابية لمادة ميلدونيوم، التي تستخدم لعلاج داء السكري، ونقص الماغنسيوم، وحظرتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات من أول يناير فقط. يشار إلى أن مادة ميلدونيوم لعلاج آلام الصدر، والنوبات القلبية، وحالات أخرى، لكن بعض الباحثين ربطها بمساعدة الرياضيين على تحسين الأداء والتحمل، وتضعها وكالة المنشطات ضمن لائحة تضم أيضًا الأنسولين، ويقول بعض الباحثين إنها قد تساعد أيضا على التعافي. بينما قال جيف تارنجو، المدرب السابق لشارابوفا، إنه يشك في أن حظر شارابوفا سيمتد إلى عامين. وأضاف لراديو بي بي سي 5 :" أنه ربما يسقط خلال عام، ويمكنها أن تتقدم بطلب للجنة منح الإعفاءات لأغراض علاجية، فإن ثبت ضرورة تناولها أي شيء بسبب إصابة في القلب، أو السكري، فسوف يسقط الحظر بموجب قرار اللجنة". من جانبه قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأربعاء، إن سقوط لاعبة التنس الروسية ماريا شارابوفا في اختبار منشطات لا يجب "إسقاطه" على الرياضة الروسية ككل. وأضاف بيسكوف، في اجتماع، عبر الهاتف، مع الصحفيين، أن روسيا تعارض محاولات تسييس القضايا الرياضية. أما شركات الرعاية، فبدأت تنفض يدها عن النجمة العالمية، إذ أعلنت شركة الساعات السويسرية الشهيرة "تاج هوير" أنها لن تجدد عقدها لرعاية شارابوفا، بعد أن أخفقت في اجتياز اختبار منشطات، كما أعلنت شركة "نايك" للملابس الرياضية تجميد علاقتها مع اللاعبة. جدير بالذكر أن شارابوفا كانت المصنفة الأولى عالميا في العام 2005 ، وكانت أصغر لاعبة تفوز ببطولة ويمبلدون للتنس، وهي في سن السابعة عشرة من عمرها في العام 2004، وتصدرت المركز الأول بين أكثر الشخصيات الرياضية النسائية ثراء في العالم، بثروة بلغت 26 مليون جنيه استرليني من لعبة التنس، وهي الآن تحتل المركز السابع على القائمة، بحسب مجلة فوربس الاقتصادية. وكانت شارابوفا قد اعترفت ،أمس الأول الاثنين، أنها فشلت في اختبار منشطات في بطولة أستراليا المفتوحة لتعاطيها مادة "ميلدونيوم" التي تناولتها لأسباب صحية، وقال الاتحاد الدولي للتنس إنه سيتم إيقاف شارابوفا مؤقتًا اعتبارا من يوم 12 مارس الجاري.