أرخت القوات المسلحة لبطل من أعز الرجال، المقاتل محمد أيمن شويقة، الذي استشهد في سيناء، قبل أن يتم عامه الحادي والعشرين في ديسمبر الماضي، وأنتجت الشئون المعنوية فيلما علي هامش احتفالات يوم الشهيد باسم "مارد سيناء" يروي قصة بطولته وتضحيته، وكأنه كان على موعد مع الجنة، فإذا به يركض دون أن يفكر في شيء إلا أن ينقذ رفاق السلاح والخدمة من موت محقق، ليهبهم بدمه المراق الحياة، ويرتقى شهيدًا إلى السماء. وصف أفراد كتيبة المجند الشهيد، محمد أيمن شويقة، لحظات استشهاده، لدى مداهمة وكر إرهابي بقرية زارع الخير جنوبالعريش بشمال سيناء. "شويقة" ابن قرية الإبراهيمية في دمياط، أبصر إرهابيًا يختبئ في "عشة" لأحد البدو، وهو "يتحزم" بحزام ناسف، ولمح أصابعه تتحسس الحزام في حذر، فلم يفكر ثانية أو يتردد لحظة، انطلق سهمًا نحو الإرهابي، ارتمى عليه، احتضنه، انفجر الحزام الناسف، تبعثرت أشلاؤهما معًا، وسط ذهول "أبناء دفعته" ودموعهم التي اختلطت بالدعاء أن يتقبله الله شهيدًا. قائد الكتيبة وقف في الجنازة ليودع البطل ويروي لمشيعيه، "صرخنا فيه أن يعود، لكنه لم ينفذ الأوامر، كان يركض بكل ما أوتى من قوة، يبدو أنه أبصر باب السماء مفتوحًا، فأراد اللحاق به، وأنقذ شركاء العيش والملح، من إخوانه العساكر". وأصر رفاق الشهيد من المجندين علي الهتاف بدلا من الصراخ والعويل لدى تشييعه، ودعوا الأهالي إلى استقباله بالزغاريد والهتافات التي تزفه إلى السماء شهيدًا، الأمر الذي أدخل أمه في حالة من الانهيار اختلطت فيها دموعها بابتساماتها، وأخذت شفتاها تلهجان بعبارات الحمد لله والدعاء لفلذة كبدها أن يرتقى الفردوس الأعلى.