تباينت آراء بعض التشكيليين حول عمل "التجهيز بالفراغ"، الذي شاركت به إيمان أسامة، أستاذة الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، في صالون القاهرة بدورته السابعة والخمسين، المنعقد حاليًا بقصر الفنون. ذهبت بعض الآراء إلى انتقاد أسامة، والقول بأن العمل تم اقتباسه من أحد أعمال الفنانة الراحلة أمال قناوي "1974- 2012"، فيما ذهب البعض الآخر إلى أن فكرة العمل تختلف تمامًا عما قدمته قناوي، مؤكدين أنه لا يمت لها بصلة. يُذكر أن إيمان أسامة شاركت في الصالون بعمل بعنوان "اللحظة الأخيرة في الجنة" في مجال التجهيز في الفراغ. وقالت عن فكرة العمل في شرح مجاور له إنه يرمز لتجميد لحظة من الزمن، من خلال تصميم إحدى قاعات العرض المتحفية. وأشارت إلى أن القاعة تضم مجموعة من الآثار وعناصر اللحظة الافتراضية المطروحة بفكرة العمل الفني، وهي لحظة رومانسية في المقام الأول، على حد قولها. وقد تضمنت عناصر العمل عددًا من الموروثات البصرية والمفردات التشكيلية، التي كانت، ومازالت وستظل هي الترجمة اللصيقة بالمفاهيم المتعارف عليها عند المرأة والرجل. تتمثل هذه العناصر في علاقة الفستان بجسد المرأة، والتخبط في جمال الفراشات المستمرة في طريق محفوف بالمخاطر نحو الضوء حتى وإن احترقت. كما استخدمت القلب والزهور والفاترينة واليد ومفردات تشكيلية أخرى لم ولن ينضب استلهامها. وعقب افتتاح الصالون شن بعض الفنانين هجومهم على الفنانة عبر بعض مواقع التواصل الإجتماعى والمواقع الإلكترونية، وقاموا بنشر صور لعملها مجاورة لصور أعمال الراحلة آمال قناوى، وطالبوا إيمان أسامة بالاعتذار، وسحب العمل من الصالون. وعلى الجانب الآخر رأى بعض الفنانين أن المفردات التشكيلية ليست حكرًا على فنان بعينه، وأن الراحلة أمال قناوى استلهمت عملها من فنانين سابقين، منهم أمينة منصور وفنانون أجانب، لافتين إلى أن المفردة تأخذ صفة التعميم، ومن ثم يحق لأى فنان استخدامها، حسب قولهم. كما قال الدكتور خالد حافظ، الذي شاهد تركيب عمل قناوي مرتين خارج مصر خلال مشاركتهما معًا في بينالي دكار وحدث فني آخر، إن عمل إيمان أسامة لا يمت لما قدمته قناوى بصلة. وأضاف: من الوارد أن تقترب الأفكار والرؤى ويحدث ما يسمى ب"توارد الخواطر". مضيفًا، حتى أنه خلال تركيب عمل قناوي في داكار فوجئنا بفنان مغربي قام بتركيب عمل مشابه له بصور كبيرة في الحجرة المجاورة، دون أن يرى عمل قناوي.إذن لن نستطيع أن نتهم هذا الفنان بسرقة عمل لم يره كونه قدم مثله. ومن جانبه قال الدكتور أشرف رضا: لا أرى أن هناك سرقة أفكار أو تقليدًا من قبل إيمان أسامة أو تقليدًا لأعمال قناوي، وهناك حول العالم ما يقرب من 60 عملاً تم فيه استخدام زي الزفاف، سواء في فنون الآداء أو الفيديو والتصوير والنحت وغيرها. ولفت د.رضا إلى أن العروسة بملابسها هي رمز للمرأة، تستطيع أى فنانة أن تقدمه في عملها الفني. إذن هى "شيء رمزي ومتاح للجميع".