فضت أجهزة الأمن بالمنيا بالاشتراك مع قوات من الجيش، التجمهر الذي قام به مئات من المسلمين أمام كنيسة الشهيد مارجرجس، بقرية بني أحمد الغربية، التابعة لمركز المنيا، احتجاجا على قرار الأنبا مكاريوس مطران المنيا وأبوقرقاص، بإعادة القس جورجي ثابت، للصلاة بالكنيسة، رغم قراره السابق باستبعاده لاتهامه بإثارة الخلافات بين المسلمين والمسيحيين. وقد انفض التجمهر بعد تدخل العقيد أركان حرب عز الدين حسين، الحاكم العسكري للمنيا، الذي قام بتهدئة المتجمهرين، وشدد على ضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل له في وقت سابق، والذي ينص على استبعاد القس "المثير للمشكلة" واستبداله بآخر، اعتبارا من أول مايو الماضي. من جهته، أكد اللواء ممدوح مقلد، مدير أمن المنيا، أنه طالب المسئولين بمطرانية المنيا وأبوقرقاص بضرورة الالتزام بقرار استبعاد القس، وهو القرار الذي تم التوافق عليه وذلك حتي لا يتفاقم الموقف. كان المئات من المسلمين قد تجمهروا أمام مبني الكنيسة صباح اليوم الخميس، مطالبين بإلغاء عودة القس "المثير للفتنة" على حد وصفهم، وأجمع المتجمهرون على أن الأمور استقرت بالقرية منذ تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ نحو شهرين، والقاضي باستبدال القس المذكور بآخر تسميه المطرانية، إلا أنهم فوجئوا بعودة القس جورجي لإقامة الصلاة بالكنيسة صباح اليوم وهو ما عدوه نكوصا عن الاتفاق وإثارة للفتنة دون داع. من جهة أخرى، أصدر الأنبا مكاريوس مطران المنيا وأبوقرقاص بيانا حول الواقعة جاء فيه: (عاود "السلفيون" التجمهر حول الكنيسة، يحمل بعضهم الأسلحة مهددين كاهن الكنيسة بالقتل ما لم يغادر القرية، وكانت المطرانية قد أرسلت كاهنا آخر منذ شهرين لمعاونته، وذلك من أجل تهدئة المشاعر هناك، غير أن المتشددين هناك عاودوا الإلحاح والضغط من جديد، وقد أبلغت المطرانية المسئولين رسميا مجددا باستيائها الشديد مما يحدث، وأن مسألة رعاية الكنيسة هي مسئولية الرئاسة الكنسية وحدها، وليس من حق أي شخص أو جماعة بالتالي مهما كانت صفتها التدخل في مثل هذه الأمور، وأنه لا يجوز استخدام لغة التهديد والابتزاز، وأهابت بالمسئولين وأجهزة الأمن القيام بدورها لتأكيد سيادة القانون ونشر الأمن والهدوء في البلاد. هذا وقد رفضت المطرانية التفاوض مع المسئولين السياسيين والأمنيين تحت أي شروط مسبقة، وطلبت أن تقوم أجهزة الأمن بفض التظاهر أولا قبل التفاوض. والمطرانية تشيد بالجهد الكبير من قبل أجهزة الدولة في سبيل إيجاد الحلول، حيث قامت منذ قليل بفض التظاهرة مؤكدين للمحتجين أن هذا شأن أجهزة الدولة مع الكنيسة وحدهما.