تستضيف إذاعة مونت كارلو الروائى الفلسطينى لطيف سلمان ناطور، بمناسبة زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في ندوة حول روايته "حدثتني الذاكرة ومضت"، في معهد الدراسات الشرقية. الرواية، كما يقول ناطور: "تعنى بما حدث للإنسان الفلسطيني قبل النكبة وبعد النكبة، وما تعرض له خلال نكبة 1948، عندما شرد 800 ألف فلسطيني ودمرت أكثر من 500 قرية، وأصبحنا بما نحن عليه، وما زلنا خلال 60 سنة، فالمأساة الفلسطينية لم تتوقف عند 1948، وهذا ما كان يشغلني، وكيف يحمل الإنسان الذي عاش التجربة في قلبه ووجدانه وذاكرته وأحاسيسه، وهذا ما أردت أن أنقله". وذكر ناطور أن "عالمنا العربي يمر بأصعب مراحله التاريخية، والأمة العربية على مفترق طرق، والعالم العربي الذي صار يصدر هذا القتل وهذا الإرهاب، عندما أقرأ التاريخ والحضارة العربية وما قدم العرب أقول هذا التراث وهذه الشخصية العربية كيف وصلت إلى هذه الحالة، ونرى ماذا يفعل الغير بالأمة العربية والتحكم بمقدراتها". ويضيف: "لا أنتظر الفرج من مكان آخر، لا من السماء ولا من البحار، الفرج سيأتي من الإنسان العربي، ويجب أن نبحث عن رؤيتنا لأنفسنا، وهذا دور المثقف يجب أن نقوم به، وكذلك دور السياسي الديمقراطي لأن هذه قضيتنا". ويستطرد: "تخربطت الجغرافية لدى، وإذا سألوني أيهما أقرب إليك بيروت أم نيويورك أم باريس، لا باريس أقرب إلي من بيروت، لأني يمكن أن أصل إلى باريس في خمس ساعات، أما بيروت وبغداد ودمشق لن أستطيع، لأن هذه البلدان أصبحت بالقوانين التي نعيش تحتها بلدانا معادية، هي ليست معادية لنا كعرب ولكنها معادية للمؤسسة الإسرائيلية. أعمل ما في جهدي لكي لا تكون الثقافة العربية والعبرية ضحية هذا الوضع السياسي. الثقافة شيء آخر هي ما ينتجه الإنسان من فكر وفن وإبداع غير مهم بأية لغة. أرى أن عملية الترجمة هي عملية فهم للآخر، أنا أفصل بين ترجمة مخابراتية وترجمة أدبية، أترجم الآخر لكي أفهمه ولكي أصل إلى العلبة السوداء، وهذا هو أدب كل شعب، نجد فيها المفاتيح والأساس لأسرار هذا المجتمع. إذا نريد أن نفهم الآخر علينا أن نفهم أدبه ونقرأه كما هو، يكتمل المجتمع بما يعطيه الإنسان له لا بما يأخذه منه، هكذا تبنى المجتمعات الكل يعطي ولا يفكر في كل الوقت أن يأخذ". ولد الناطور في دالية الكرمل جنوب مدينة حيفا عام 1949، وأنهى دراسته الثانوية في بلدته ثم واصل دراسته الجامعية في القدس ثم في حيفا، ودرس الفلسفة العامة وعمل في الصحافة منذ العام 1968 وحتى 1990 حيث حرر الملحق الثقافي في جريدة الاتحاد ومجلة الجديدالثقافية. أدار معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية الموجود في حيفا وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية، بينها: الرئيس الأول لاتحاد الكتاب العرب، وجمعية تطوير الموسيقى العربية، ورئيس مركز إعلام للمجتمع الفلسطيني، ورئيس حلقة المبدعين ضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل. صدر له حوالي ثلاثين كتابا، آخرها "هي، وأنا، والخريف"، وله ترجمات عن العبرية، مثل "الثقافة الفلسطينية" في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والأجنبية.