أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أنه تم إزالة التعديات على مساحة 10 أفدنة فقط من بين 40 فدانًا خلال ال24 ساعة الماضية، بنسبة 25%، وهو ما يشير إلى أن "التعديات التهمت 30 فدانًا، ومازالت جهود الدولة في إزالة التعديات القديمة والحديثة، أقل بكثير من الخطر الذى يهدد الرقعة الزراعية في مصر". وذكرت الوزارة، في بيان لها أصدرته اليوم الخميس الإدارة المركزية لحماية الأراضي، حول المساحات المتعدي عليها خلال ال24 ساعة الماضية، أن "عدد التعديات بلغ 820 حالة على مساحة 40 فدانًا، وتم إزالة 173 حالة فقط على مساحة 10 أفدنة و21 قيراطًا و10 أسهم". وأضاف البيان أن "محافظة الشرقية احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الإزالات التي بلغت 40 حالة إزالة، يليها البحيرة ب 23 حالة إزالة، يليها الجيزة ب23 حالة إزالة، وجاءت محافظة المنيا في المرتبة الأخيرة من حيث عدد الإزالات التي بلغت حالة واحدة فقط". من جانبه حذر الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من مغبة استمرار التعديات، مؤكدا أنه "لا تهاون مع المتعدين على الأراضي الزراعية، بعد استنفار جهود حماية الأراضي ومديري المديريات على مستوى الجمهورية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والإدارة المحلية لردع كل من تسول له نفسه التعدي على مستقبل الأجيال القادمة". ولفت وزير الزراعة إلى أنه "ليس من المعقول ومصر تبني المشروع القومي لزراعة المليون ونصف مليون فدان وان نقوم بإهدار الأراضي الزراعية الخصبة في الوادي والدلتا". يذكر أن التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة بلغت أكثر من مليون و450 ألف حالة، منذ ثورة 25 يناير 2011، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين. وحذر الخبراء من أن مصر أمام كارثة بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكن اختصارها في ظاهرة البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدين أن التعدي على الأراضي الزراعية، يهدد بانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في الزراعات الإستراتيجية، من خلال تقليص المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل، مثل القمح الذي نستورد أكثر من ثلثي احتياجاتنا منه، إلى جانب الأرز والقطن وغيرها العديد من المحاصيل المهمة، والتي نضطر لاستيرادها من الخارج لسد عجز الغذاء. كانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الزراعية، قد أكدت أن "مصر تستورد نحو 65% من غذائها، من بينها نحو 9 ملايين طن قمحاً و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن ذرة فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن زيتاً أو أكثر، ونستورد أيضاً ثلث حاجاتنا من السكر". ولا يتوقف مخاطر التعديات على مجرد الاستيراد من الخارج، بل إن التعدي على الأراضي الزراعية سبب مباشر في ارتفاع أسعار الغالبية العظمى من الخضر والفواكه، بالإضافة إلى اعتماد بعضهم على المحاصيل المهجنة، والتي لا تحتاج إلى أراضٍ واسعة المساحة، ما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة.