أعلنت مصر أمام فعاليات الاجتماع الإقليمي ال (13) لمنظمة العمل الدولية بالعاصمة أديس أبابا، أنها قامت بتنفيذ خطة العمل الوطنية لتشغيل الشباب، في إطار برنامج العمل اللائق للقارة، من أجل نهج متكامل ومستدام لتوظيف الشباب ، فضلا عن المشروعات الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة والعمل اللائق، وتوفير خدمات التوجيه المهني والإرشاد الوظيفي للشباب. وأضاف جمال سرور وزير القوي العاملة، ورئيس وفد مصر في الاجتماع الإقليمي "نحو تنمية شاملة ومستدامة في إفريقيا بتوفير العمل اللائق "أمام "حكومات وأصحاب أعمال وعمال" بدول القارة الأعضاء في المنظمة- أن بلادي قامت بالتعاون مع المنظمة بتنفيذ العديد من المشروعات في إطار البرنامج منها مشروع " وظائف لائقة لشباب مصر" ، والذي استهدف تعزيز القدرة المؤسسية فى مجالات تحليل سوق العمل واستراتيجيات توظيف الشباب، والتدريب التقني والمهني، وينفذ حاليا وحتى عام 2016 مشروع وظائف لائقة للشباب لمواجهة التحديات فى قطاع الزراعة. وأكد "سرور" أن المضي قدما بالعمل اللائق لتحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا يجب أن يرتكز على عدة عوامل، أهمها الحاجة إلى إطار يضمن الاتساق بين النمو من جهة، والعمالة المنتجة والعمل اللائق من جهة أخرى، مع ضرورة العمل على جعل العمل اللائق هدفا مركزيا . وقال: إن ذلك من شأنه إجراء تحول في الإستراتيجية السياسية من أجل التنمية المستدامة ، مما يعزز من تنويع أسس التنمية وتقاسم ثمارها على نحو واسع وعادل، فضلا عن أن توافر الموارد والإمكانيات البشرية والإرادة السياسية يمكن أي يلعب دورا مهما ومحركا لنجاح برنامج التنمية المستدامة لعام 2030 ويعزز من إمكانية اضطلاع القارة بدور جديد وفعال في الاقتصاد العالمي. وحدد وزير القوي العاملة مجموعة من التحديات والعقبات تواجه إفريقية، وتحول دون تحقيق أجندة العمل اللائق بشكل متكامل، والتي يجب أخذها في الحسبان عند تصميم برامج التنمية المستدامة للقارة، مشيرا إلي أنه منها تحدى مهم يتعلق بالتغير المناخي وآثاره على سوق العمل والعمالة الإفريقية، موضحا أن الاستخدام المتزايد للوقود الاحفورى أدي إلى زيادة غازات الاحتباس الحراري وزيادة درجات الحرارة بدرجات أكبر من معدلاتها الطبيعية. وقال: إن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى زيادة الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 37% بحلول عام 2040، وهو ما سينعكس على تراجع النمو في الطلب العالمي بمقدار النصف في السنوات القادمة، وسيؤدى إلى تغيُّر هيكلي في الاقتصادات العالمية نحو الخدمات والصناعات الخفيفة، وسيؤثر ذلك بالسلب على أسواق العمل . وفي هذا الصدد أعلن دعم مصر لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لضمان أمن وسلامة ورخاء الأجيال المتعاقبة وتوفير الدول المتقدمة ل 100 مليار دولار بحلول عام 2020 للتصدي لأزمة الاحتباس الحراري. وشدد "سرور" علي ضرورة استحداث الوظائف المنتجة واللائقة لشعوبنا الإفريقية ، باعتباره الحل الامثل لمعالجة نموذج النمو الحالي بالقارة والذي لم ينجح في توليد الإعداد الكافية من الوظائف اللائقة ، ولا فى التخفيف من حدة الفقر، وأنه لا يزال هناك تحديات وثغرات كبيرة في مجال العمل اللائق. وأعرب عن ثقة مصر التامة بقدرة قارتنا على إرساء اطاراً سياسيا جديدا مصمما لتسهيل التحول الهيكلي والتصنيع في إفريقيا، وعدم الاكتفاء بالتجارة في الموارد الطبيعية ، وبلورة رؤية مشتركة في صياغة سياسات واستراتيجيات تعمل على تحقيق النمو الشامل والمستدام بما يحقق العمل اللائق لبلداننا الإفريقية. .