التقى الرئيس نيكولاس مادورو موروس، رئيس جمهورية فنزويلا مع سفراء مجموعة الدول المتشابهة الفكر التى تتولى مصر تنسيق أعمالها، وذلك عقب قيامه بالإدلاء ببيان أمام مجلس حقوق الإنسان فى إطار الإجتماع الخاص الذى عقده المجلس للاستماع إلى الرئيس الفنزويلى بناء على طلبه وهو فى طريق عودته من الرياض حيث انعقدت القمة العربية اللاتينية إلى كاراكاس. وكان الرئيس الفنزويلى قد أكد فى بيانه الذى ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان أن دستور بلاده الذي أقر عام 1999 أسس لنظام حكم ديمقراطى يقوم على سيادة القانون وإرساء دعائم العدالة من خلال تعزيز حقوق الإنسان بمختلف فئاتها خاصة حقوق فئات المجتمع المستضعفة والمهمشة، مشيرًا إلى أن بلاده استلهمت من تاريخها النضالى في سبيل التحرر من الاستعمار روحًا متجددة تدفعها لمقاومة قوى الهيمنة الدولية المعاصرة التى تسعى لتسخير جهود الإرتقاء بحالة حقوق الإنسان في العالم لتحقيق مآرب سياسية. وفى هذا الصدد نوه الرئيس الفنزويلى بإعادة انتخاب بلاده لعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة 2016-2018 مؤكدًا أن تلك شهادة دولية على جدارة فنزويلا وعلى أهمية إسهامها في إعلاء حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية بصفة خاصة، ومؤكدًا أن بلاده ستواصل العمل بالتعاون مع مجموعة الدول المتشابهة الفكر ودول حركة عدم الانحياز من أجل ضمان اضطلاع مجلس حقوق الإنسان برسالته الأساسية في إحقاق حقوق الإنسان وحرياته بنزاهة وتجرد بعيدًا عن نزعات التسييس والكيل بمكيالين التي تسعى بعض القوى الكبرى إلى فرضها على عمل المجلس وأبدى الرئيس الفنزويلى أسفه لما يشهده العالم من مأساة اللاجئين والمهاجرين في البحر المتوسط، والتي اعتبرها ناتجة عن سعي القوى الدولية إلى انتهاك سيادة دول مثل سوريا وليبيا والعراق لفرض إرادتها عليها وهضم حق شعوبها في تقرير المصير. كما أكد الرئيس الفنزويلي موقف بلاده الراسخ إلى جانب الشعب الفلسطينى في نضاله من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة، ونوه الرئيس موروس أيضًا بالقمة العربية اللاتينية التي عقدت مؤخرًا في الرياض معتبرًا إياها مسعى مهمًا نحو تحقيق التوازن في بنية النظام الدولى الراهن . وقد أعقب جلسة مجلس حقوق الإنسان تنظيم البعثة المصرية لدى الأممالمتحدةبجنيف جلسة لمجموعة الدول متشابهة الفكر التى تنسق أعمالها مصر للإستماع إلى الرئيس الفنزويلى بناء على طلبه وفى ضوء عضوية فنزويلا فى المجموعة. وصرح السفير عمرو رمضان المندوب الدائم لمصر لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية فى جنيف والذى تولى رئاسة الإجتماع أن هذه هى المرة الأولى التى تلتقى فيها المجموعة مع رئيس جمهورية حيث تنعقد عادة على مستوى السفراء بجنيف ويأتى ذلك إيمانًا من رئيس فنزويلا بأهمية دور المجموعة فى إطار مجلس حقوق الإنسان حيث تعد اليوم أهم وأقوى تجمع لدول الشرق للتعبير عن مواقفها ورؤاها فى مواجهة الإطروحات والضغوط الغربية ومحاولات تسييس مبادىء حقوق الإنسان والإنتقاء منها والتركيز على الحقوق المدنية والسياسية ومن منظور أوحد دون مراعاة للقيم المجتمعية المختلفة والتباينات الثقافية وعلى حساب الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. وأثنى السفير المصرى فى كلمته الإفتتاحية على الدور الذى تقوم به فنزويلا داخل مجلس حقوق الإنسان ومناصرتها للقضايا ذات الإهتمام المشترك من أجل ضمان قيام المجلس برسالته الأصيلة في حماية حقوق الإنسان وتعزيزها بعيدًا عن التسييس وهو ما أثمر عن إعادة انتخاب المجتمع الدولى لفنزويلا لفترة عضوية ثانية فى المجلس. وقد خاطب الرئيس الفنزويلى السفراء الحاضرين فأسهب في عرض أحكام دستور بلاده التي وطدت دعائم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية مؤكدًا عزم فنزويلا على المضي قدما بالتعاون مع مجموعة الدول متشابهة الفكر ودول حركة عدم الانحياز من أجل الدفاع عن الشعوب المستضعفة وإعلاء حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفق نظام جديد فى إطار مجلس حقوق الإنسان ومختلف المحافل الدولية واشاد السفراء بجهود فنزويلا فى إحقاق حقوق الإنسان محليًا ودوليًا ونوهوا بإعادة انتخاب فنزويلا لعضوية مجلس حقوق الإنسان مؤكدين العزم على مواصلة التعاون مع فنزويلا في إطار المجلس في سبيل إحقاق حقوق الإنسان، خاصة حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومساعدة المجلس على الاضطلاع بمهامه الأساسية دون وصاية أو هيمنة من أحد. وقد طالب الرئيس الفنزويلى من سفراء مجموعة الدول متشابهة الفكر فى نهاية اللقاء نقل مضمونه لرؤسائهم كما شكر السفير المصرى على تنظيم اللقاء ناقلاً تحياته وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى التقى به بالرياض قبل يومين.