يشهد الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى حالة من الانقسام حول تقييم أداءالحزب خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، حيث يعرب فريق عن رفضه لأداء الحزب ويطالب بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات، بينما يرى الفريق الآخر أن أداء الحزب مرضى فى ظل المناخ السياسي الحالى وضعف موارده. يعتبر أنصار الفريق الأول أن الحزب أخفق فى إدارة ملف الانتخابات والاستعداد الجيد لها، مدللا على ذلك بفوز 3 مرشحين فقط من 44 مرشحا خاض بهم الحزب المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية من إجمالى 70 مرشحا، تأهل منهم 5 لجولة الإعادة وفاز منهم 3 مرشحون، محملين قيادات الحزب المسئولية فى ذلك الإخفاق. وبحسب مصادر ل"بوابة الأهرام" فإن هناك حالة من عدم الرضاء عن أداء الحزب خلال الانتخابات بين بعض قواعد الحزب بالمحافظات ممن يحملون قياداته المسئولية بسبب ما وصفوه بانشغالهم بالصراعات الداخلية بين التيارات المختلفة بالحزب والشللية والتى تصاعدت بشدة قبيل الانتخابات الداخلية التى أجراها الحزب قبل أسبوعين فقط من بدء انتخابات المرحلة الأولى برغم رفض عدد من أعضائه لإجراء الانتخابات فى ظل ذلك التوقيت الحرج من أجل الاستعداد الجيد للانتخابات، بحسب قولهم. وأوضحت المصادر أن بعض الشباب يدرسون المطالبة بالدعوة لعقد اجتماع عاجل للهيئة العليا والمكتب السياسي من أجل المطالبة بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات وتلافى أخطاء المرحلة الأولى . من جانبه، استنكر أحمد فوزى، الأمين العام للحزب وعضو لجنة الانتخابات فى تصريح ل"بوابة الأهرام" توجه بعض شباب الحزب بتلك الأمورالداخلية لوسائل الإعلام، مؤكدا أن هناك وسائل وآليات ديمقراطية وتنظيمية يمكنهم من خلالها التعبير عن آرائهم، وأنه من غير المناسب توجيه تلك الانتقادات على الملأ فى هذا التوقيت الحرج. وأضاف فوزى أن من حق جميع الأعضاء محاسبة لجنة الانتخابات فى نهاية العملية الانتخابية وأن اللجنة ستقدم تقريرا مفصلا توضح من خلاله الإمكانات التى توفرت لها والقرارات التى اتخذتها ومبرراتها ونتائج عملها، مطالبا الجميع أن يضع باعتباره المناخ السياسي الحالى وطبيعة قوانين الانتخابات وضعف موارد الحزب . واعتبرأن ما حققه الحزب خلال المرحلة الأولى انجاز يحسب له بوصفه الحزب الوحيد المحسوب على التيار المدنى الديمقراطى المنتمى من ثورتى 25 يناير و30 يونيو الذى حصل على 3 مقاعد برغم الظروف الحالية وتصاعد المال السياسي. وأعرب الأمين العام للحزب عن دهشته من مطالبة البعض داخل الحزب بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات، متسائلاً" هل اللجنة الجديدة التى يريدون تشكيلها ستغير قوانين الانتخابات؟ هل ستقدم مرشحين جدد؟ هل ستضغط على اللجنة العليا للانتخابات كى تحاسب المرشحين والأحزاب الذين تخطوا سقف القانون فى الدعاية الانتخابية؟ علي المطالبين بذلك أن يراجعوا أنفسهم ويلجأوا للمستويات التنظيمية داخل الحزب لتوجيه انتقاداتهم وليحاسبونا فى النهاية". بدوره أعرب تامر النحاس، أمين التنظيم وعضو لجنة الانتخابات عن استنكاره لتلك الانتقادات من قبل بعض الأعضاء، مؤكدا أنهم يضرون الحزب ومرشحيه بإصرارهم على اللجوء لوسائل الإعلام وتجاهل القنوات الشرعية الداخلية بالحزب. وأوضح النحاس أن الحزب كان لديه أسباب كثيرة تدفعه لمقاطعة الانتخابات إلا أن الحزب رفض المقاطعة برغم ذلك، وقرر الدفع بعدد محدود من المرشحين يتناسب مع معاييره وانحيازه لصالح الوطن ومع موارده المالية المحدودة. أضاف أن الحزب كان لديه أولويات فهو يرى أن وجود برلمان يراقب السلطة ويقوم بدوره التشريعى مهما كانت سلبياته أفضل بكثير من عدم وجوده من أجل استكمال مؤسسات الدولة، لافتا إلى أن الحزب وضع ضمن أولوياته بناء نفسه كتنظيم سياسي قوى لذا أصر على إجراء انتخاباته الداخلية قبل الانتخابات البرلمانية. وأكد أمين التنظيم بالحزب أن الحزب لا يضع الانتخابات البرلمانية على قمة أولوياته بقدر ما يهتم ببناء نفسه تنظيميا وبناء كوادر جديدة والاستعداد لانتخابات المحليات التى ستؤهله لحصد مقاعد الأكثرية بالبرلمان التالى، موضحا أن الحزب حاول توصيل رسائل عدة خلال تجربته بخوض الانتخابات أبرزها أن انحيازه لصالح الوطن وليس لعدد المقاعد والتأكيد على تبنيه لمبادىء المواطنة من خلال الدفع بمرشح قبطى فى دائرة العمرانية وهو أحد المرشحين الفائزين عن الحزب. وتابع " ندرك أن خريطة الأحزاب ستتغير بعد الانتخابات البرلمانية ولكن المناخ الحالى لم يمكننا بالدفع بعدد أكبر من المرشحين، وكان يمكننا الدفع بوجوه معروفة من كوادرنا ولكن فى ظل حملات التشوية التى تواجهها الأحزاب وثورة 25 يناير كنا سنحرق كوادرنا بأنفسنا خاصة وأننا غير متأكدين بأن البرلمان المقبل سيكمل دورته للنهاية". ونفى النحاس أن يكون سبب دفع الحزب بوجوه جديدة و تلاشي الدفع بوجوه معروفة لتعرضها للهجوم من أجل ضمان المقاعد، مؤكدا " على العكس فنحن فخورون ومقتنعون بمرشحينا ونقدمهم ككوادر جديدة نطرحها على الشعب ونتعامل بروح الفريق وكل لاعب له دور ونؤمن بتبادل الأدوار وعدد كبير من كوادرنا المعروفة الذين سبق لهم التواجد بالبرلمان منخرطون الآن فى بناء الحزب كتنظيم قوى يسعى لأن يكون بديلا حقيقيا خلال المرحلة المقبلة وكى يكون الممثل الحقيقي للديمقراطية الاجتماعية القائمة على مبادىء 25يناير و30 يونيو" أوضح عضو لجنة الانتخابات أن الحزب يخوض الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب ب30 مرشحًا على المقاعد الفردية، من بينهم مرشح مسيحى و13 شابًا، بالإضافة إلى سيدتين عن دائرة البساتين ودائرة قصر النيل. يذكر أن لجنة الانتخابات بالحزب يرأسها د. محمد أبو الغار، رئيس الحزب وتضم عضوية كلا من : أحمد فوزى، تامر النحاس، أشرف حلمى، تامر الريس، هشام فتوح .