"كارثة" هى الكلمة الوحيدة التى تعبر عن المشهد الحالى لقرية الخارفة، بمركز المنشاة، والتى يقطنها حوالى 14 ألف نسمة، ويحيط بها شبح الموت من كل جانب، وكان تلاميذ القرية هم أول ضحايا هذه الكارثة. فالتلاميذ يغامرون بحياتهم كل يوم للذهاب إلى مدرستهم، مستخدين صندوق حديدى يعبرون به ترعة نجع حمادى "الفاروقية" التى تفصلهم عن مدرستهم من الجانب الآخر للترعة وهو ما يهدد حياتهم بخطر الموت غرقًا كل يوم نتيجة لعدم توفر الأمان بها، أو اختناقهم بالروائح الكريهة المنبعثة من جراج سيارات الصرف الصحى الملاصق للمدرسة. أيضا خطر الموت الذى يمثله محول الكهرباء، والتلوث البيئى والصحى الناجم عن السلخانة التى تم إقامتها وسط الكتلة السكنية. "بوابة الأهرام" التقت عدد من الأهالى، والبداية كانت مع أحمد قدرى، أحد أبناء القرية، والذي قال، "قريتنا مليئة بالكوارث الصحية والبيئية بسبب غياب رقابة المسئولين عنها وعدم قيامهم بدورهم حيال أهلها البسطاء". وأشار أحمد قدري، إلى أن أوضح صورة لهذه الكوارث تتمثل فى المعديات التى يستخدمها تلاميذ مدرسة الخارفة الإبتدائية للإنتقال إلى المدرسة فى الجانب الآخر لترعة نجع حمادى "الفاروقية"، وهى عبارة عن صندوق من الحديد قام بتصنيعه الأهالى لتيسر عليهم الإنتقال للجانب الآخر للترعة نظرًا لعدم وجود كوبرى داخل القرية. وأكد قدري، أن هذه المعدية تفتقر لأدنى عوامل الأمان، ورغم ذلك فإن التلاميذ يضطرون لإستخدامها للذهاب والعودة من المدرسة كل يوم غير مبالين بتعرضهم لخطر الموت غرقًا، مشيرًا إلى أنه يوجد قرار من محافظ الإقليم برفع هذه المعدية من الخدمة، ولكنه تناسى متابعة دراسات الرى التى تجرى منذ سنوات لإنشاء كوبرى بديل عن المعدية، تاركا الأهالى مع وعود نسمعها من كل مسئول ولاتتحقق. فيما يفضل عدد من التلاميذ استخدام عربات "الكارو" التى تلقهم إلى المدرسة مرورا بكوبرى أعلى الترعة يبعد عن القرية بمسافة 1500متر، وهو ما يعرض حياتهم لخطر حوادث الطريق أيضًا. ويستطرد أبوالعطا الشريف، الحديث بقوله أن مأساة تلاميذ مدرسة خارفة المنشاة لا تنتهى عند هذا الحد، فمجرد دخولهم الفصول يصابون من الإختناق من الروائح الكريهة المنبعثة من سيارات الصرف الصحى المرابطة داخل الجراج الملاصق للمدرسة، وهو ما تسبب فى إنتشار أمراض الصدر بين التلاميذ. وأشار أبوالعطا الشريف، إلى أن هذا الجراج كان فى الأصل عبارة عن محطة لمياه الشرب الإرتوازية بالقرية، والتى كانت منحة من البنك الدولى وأثبتت المعامل المركزية صحة مياهها الجوفية، ورغم ذلك تم ردم الأبار الإرتوازية بها، وتحولت محطة المياه إلى حملة وجراج لسيارات الكسح والصرف الصحى لمركز المنشاة. ويكشف موسى حسان، عن كارثة أخرى أطلق عليها "محول الموت" والموجود بنجع عبده التابع لقرية الخارفة، وهو عبارة عن محول كهرباء ضغط على مفتوح على مصرعيه ومثبت على أرضية من السهل للأطفال الصغار أن يصلوا إليها، وقد احترق الكبل والمحول أكثر من مرة، وتم لحام الكبل والقاؤه على الأرض وبه أجزاء مكشوفة، مما تسبب فى صعق ووفاة أحد شباب القرية، وقمنا بالإستغاثة بالمحافظ أكثر من مرة لحمايتنا من هذا الخطر، ولكن للأسف ظل الحال كما هو عليه. ويتحدث رجب عادل، عن ما أطلق عليه أيضا "سلخانة الموت" التى تم إقامتها وسط الكتلة السكنية بالقرية، بالمخالفة للقانون بإعتبارها مجزر صحى وبيئى، ولكن تم بنائه بطريقة غير صحيحة لا تتلاءم مع سلامة البيئة، مما تسبب فى إصابة الأهالى المجاورين للسلخان بأمراض خطيرة، ولازالت السلخانة تعمل رغم صدور قرار بإغلاقها عام 2013م.