أعتبرت صحيفة "واشنطن بوست "الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كسر الصيغة الأمريكية المتعارف عليها حيال اسرائيل، وهى منحها دعما ملموسا مقابل اعلانها عن الاستعداد لتقديم اى تنازلات وتساءلت فى هذا السياق: مالذى قدمه أوباما لاسرائيل؟ وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني مساء اليوم "الجمعة" أن كل المفاوضات العربية الاسرائيلية تقوم على فرضية جوهرية وتتمثل فى استعداد اسرائيل للتتخلى عن الارض ، وهو الشيء الواقعي الملموس ، وان يتقدم العرب بوعود حول السلام مع الدولة العبرية في حين توازن امريكا بين تلك الامور بعرض تقديم ضمانات بالدعم الكامل لامن إسرائيل وتوفير احتياجاتها الدبلوماسية. وأعادت الصحيفة للأذهان أن هذه الصيغة تجلت من قبل علي سبيل المثال عند الانسحاب الاسرائيلى من قطاع غزة ، مقابل تقديم الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش التزاما مكتوبا فحواه ان تدعم امريكا اسرائيل في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة بالضفة الغربية فى اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه مع الفلسطينيين، ومعارضة اي مطالبات بالعودة الي حدود 1967 والوقوف بثبات ضد ما يسمي بحق العودة الفلسطينيين. وتوقفت الصحيفة عند ماتعتبره انقلابا قاده اوباما ضد هذه الصيغة الأمريكية المتعارف عليها فقالت انه ولمدة عامين ونصف العام ، رفضت ادارة الرئيس الامريكي اوباما الاعتراف او التاكيد علي تلك الضمانات ،ثم عمد أوباما فى خطابه الاسبوع الماضي بتحطيم ذلك نهائيا عندما اكد ضرورة حل النزاع العربي الاسرائيلي فعليا باقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967 مع امكانية القيام بمقايضات ثنائية متفق عليها بين الطرفين. ولفتت واشنطن بوست ،الي ان ذلك التوجه من جانب اوباما يعنى من وجهة النظر الاسرائيلية تقويض الموقف الاسرائيلي فى المفاوضات ويهدد الاسرائيليين بفقدان اى مكاسب حققوها في حرب 1967 . و زاد الطين بلة موافقة اوباما علي حق العودة للفلسطينيين وهو مايعنى فى المنظور الاسرائيلى كما تقول الصحيفة غمر اسرائيل بملايين العرب الأمر الذى قد يدمر دولة اليهود الوحيدة. وهكذا فان الاسرائيليين يعتبرون ان اوباما يطالبهم بالتخلى عن مكاسب ملموسة حققوها من قبل دون ان يمنحهم اى مقابل وهو مايعد بمثابة خروج جوهرى على الصيغة الأمريكية القديمة كما ذهبت الواشنطن بوست.