تدفع نيجيريا بقوة صوب تمثيل إفريقيا فى مجلس الأمن الدولى بمقعد دائم، وقد عبرت عن هذا التوجه بقوة فى عدة مناسبات متعاقبة خلال اليومين الماضيين، سعيا إلى تعظيم فرصها فى أن تكون هى تلك الدولة الجالسة على هذا المقعد الدائم، وهى الدولة التى تجلس الآن على مقعد غير دائم فى المجلس ذاته حتى أكتوبر 2012. فبعد أن أشاد الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى بدور نيجيريا فى مهام حفظ السلام فى إفريقيا والعالم، أعلن دعم بلاده الكامل لمسعى نيجيريا للحصول على مقعد دائم عن إفريقيا فى الأممالمتحدة، وذلك خلال محادثات جمعت ساركوزى ونظيره النيجيرى جوناثان جوودلوك على هامش احتفالات تنصيب الحسن واتارا رئيسا لكوت ديفوار. وفى أديس أبابا، حيث يعقد منتدى الهند وإفريقيا صدرت إشارات حول تنسيق سياسى بين الهند ونيجيريا يدعم كلاهما الآخر فى الوصول إلى مقعد دائم فى مجلس الأمن الدولى، من خلال توظيف الهند لثقلها فى تجمع آسيان لحشد التأييد اللازم لنيجيريا وتوظيف نيجيريا لثقلها على مستوى تجمع الإيكواس لحشد التأييد للهند. كما حصلت نيجيريا على دعم جديد لمسعاها صوب مقعد مجلس الأمن الدائم فى ختام زيارة رسمية قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قبل يومين لنيجيريا، التى أكد مون جدارتها لدخول مجلس الأمن الدولى بمقعد دائم لتمثيل قارة إفريقيا. وبرر مون موقفه الداعم لطموح نيجيريا بإسهامها الكبير فى مهام حفظ السلام فى افريقيا من جانب ولنجاحها فى تقديم نفسها كنموذج ديمقراطى واعد بعد نجاح انتخاباتها الرئاسية والتشريعية والمحلية للعام 2011، الذى كان محفزا ديمقراطيا جيدا قدمته نيجيريا فى محيطها الإقليمى. ورأى مون كذلك أن سعى إفريقيا للتمثيل الدائم فى مجلس الأمن الدولى ليس وليد اليوم، بل هو سعى دخل عامه العشرين، وبلغ ذروته خلال الأعوام الثلاثة الماضية وتجسد فى المطالبة بتغييرات سياسية جذرية فى هيكل وآلية عمل المجلس التى تشغل مشكلات الأمن والاستقرار فى إفريقيا حيزا غير قليل على خارطة أعماله. وبحسب الخبراء والمراقبين فقد حملت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، خلال زيارته الأخيرة لنيجيريا، إشارات واضحة على كون نيجيريا هى المرشح الأوفر حظا لدخول مجلس الأمن الدولى بمقعد دائم يمثل إفريقيا. وقال مون - فى تصريحاته خلال زيارته لمقر وزارة الخارجية النيجيرية الجديد الكائن فى وسط أبوجا ومحادثاته مع وزير الخارجية النيجيرى أودين اوجوموجوبيا - إن إسهام نيجيريا حاليا فى 9 مهام لحفظ السلام على مستوى العالم تشرف عليها الأممالمتحدة، فضلا عن كونها رابع أكبر مساهم بالقوات فى هذه المهام هو أمر يعزز من رصيد استحقاقها لمقعد دائم عن إفريقيا فى مجلس الأمن الدولى.