أكد كتاب جديد أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر شارك بالتمثيل في مسرحية مدرسية وقام بدور "يوليوس قيصر" لشكسبير ضمن برنامج الحفلة التمثيلية السنوية لمدرسة النهضة عام 1935. وأوضح كتاب " بقلم جمال عبد الناصر " الذي ألفه الدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، والباحثة صفاء خليفة، كتاب أن عبد الناصر تحمس لأداء هذا الدور بعد أن قرأ عن الشخصية وإعجب بها. ويتطرق الكتاب إلي أي مدي تأثر جمال عبد الناصر بالأحداث في مصر وعلي صعيد العالم العربي والتي دفعته نحو كتابة بعض الخطابات إلي أصدقائه يستنكر فيها تلك الأحداث والتي كان أهمها إلغاء دستور 1923 واستصدار إسماعيل صدقي باشا لدستور 1930، فنجد اسم "جمال" من ضمن أسماء الجرحي في مظاهرات نوفمبر 1935. كما كان يراسل أصدقائه يحثهم علي المطالبة بعودة دستور 1923، وإلغاء دستور عام 1930، ونجد ذلك واضحًا في (خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور). ولم تغب أحداث 4 فبراير 1942 عن جمال عبد الناصر الذي اعتبرها اعتداء علي الشرعية والسيادة المصرية وانتهاكًا للكرامة وأن الطريقة التي سلم بها الإنذار اغتصابًا لاستقلال البلاد وسيادتها، كما يكشف عن ذلك خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من الأحداث. والكتاب صدر عن دار عن أطلس، وينقسم الإصدار إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول تأمل في فكر وشخصية جمال عبد الناصر، والقسم الثانى عبارة عن مؤلفات جمال عبد الناصر كاملة وهي علي التوالي رواية في سبيل الحرية، فلسفة الثورة، يوميات حرب فلسطين 1948. كانت دراسات تاريخية أكدت شغف "جمال عبد الناصر" بالقراءة، ودارسًا متميزًا لديه قدرة خارقة علي القراءة، وكذلك القدرة علي الاستيعاب والتذكر بنفس المستوي، وذلك في المراحل المختلفة من حياته منذ طفولته، ومرورًا بمرحلة الدراسة الثانوية، والدراسة في الكلية الحربية، وكلية أركان الحرب وانتهاء بمرحلة ما بعد ثورة يوليو، وشكلت قراءات عبد الناصر في بداية حياته النواة التي تمحورت حولها أفكاره ورؤاه. كانت رغبة جمال عبد الناصر شديدة في أن يعرف بنفسه كل شيء. ويتتبع الكتاب قراءاته واهتماماته الفكرية خلال أهم فترات حياته، وكذلك في الشخصيات التي أعجب بها وكان لها كبير الأثر في تفكيره في ظل الظروف الدولية والعربية من حوله، والتيارات السياسية والإيديولوجية التي عايشها بداية من أواخر الثلاثينيات وطوال فترة الأربعينيات، وكذلك في مرحلة ما بعد قيام ثورة يوليو. ولم يكتف جمال عبد الناصر بالقراءة والإطلاع ولكن كان لفكره وثقافته أبعاد أخري كان أهمها الكتابة. ويكشف الكتاب عن أولي كتابات الطالب جمال عبد الناصر، فقد نشرت له مجلة مدرسة النهضة الثانوية أول كتاباته - مقالة بعنوان "فولتير، رجل الحرية"، وهو في سن السادسة عشرة من عمره، وفي عام 1934 بدأ الطالب جمال عبد الناصر حسين وهو في السادسة عشرة من عمره في تأليف رواية "في سبيل الحرية"، التي تتصدر صفحتها الأولى صورة "عبد الناصر"، وتتناول في مضمونها المعركة الخالدة التي خاضها أهل رشيد بمصر عام 1807، عندما تصدُّوا للحملة الإنجليزية بقيادة فريزر، وألحقوا بها هزيمة منكرة ثم مقدمات الحملة الفرنسية وبعدها الاحتلال البريطاني. لكنه لم ينته منها، بل كتب ستة فصول استكملها بعد الثورة قاص يدعي "عبد الرحيم عجاج"، وقام بنشرها في الخمسينيات. وعقب ثورة يوليو صدر كتاب "فلسفة الثورة" عام 1953 الذي يعد أول وثيقة تصدر عن ثورة يوليو ومفاهيمها عام 1953 بعد نحو سنة من قيام الثورة في يوليو 1952، وهو كتاب يحمل أفكار الرئيس جمال عبد الناصر، قام بتحريرها وصياغتها الأستاذ محمد حسنين هيكل. وبحسب الكتاب كان لحرب فلسطين كبير الأثر علي فكر جمال عبد الناصر وقلمه أيضًا، بالإضافة إلي سلسلة من المقالات نشرتها مجلة آخر ساعة، عام 1955، تحت عنوان "يوميات الرئيس جمال عبد الناصر وحرب فلسطين". فقد كانت لدى جمال عبد الناصر نزعة قوية للتدوين، وقد سجل بخط يده، حيث كتب جمال عبد الناصر يومياته عن حرب فلسطين تحت قصف المدافع مرتين في اليوم الواحد، يبدأ بالكتابة على الأوراق الرسمية التي يعتمد عليها في كتابة تقاريره لقياداته، فهذه هي ذاكرة الكتيبة السادسة، قبل أن يسجل يومياته الشخصية، والتي تتضمن مشاعره ومكنونات نفسه على ذات الأحداث، وتمثل اليوميات -الشخصية والرسمية معًا- نصًا طويلاً ومتصلاً، وكتب - في الحالتين- بذات الطريقة، المكان واليوم والساعة، وعبارات موجزة تلخص ما حدث، مسجلاً مشاعره في بعض الحالات على الوقائع والأحداث.